ينسبون قولاً جميلاً إلى جبران خليل جبران مفاده: الويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج.
بهذا المعنى يكون جبران أول من نبّه إلى أهمية الأمن الغذائي الذي هو بوّابة كل الأمة أي أمة..
إذا ما تهدّم وتصدّع لم يعد يجدي أي أمن آخر..
وبهذا المعنى يقول مظفر النواب: لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر.. فالجوع أبو الكفّار..
ترى هل الجوع قَدَرٌ محتوم علينا؟ ما أسبابه.. كيف نخفف منه.. قد يقول البعض: لسنا بمرحلة الجوع.. وهذا أكثر من صحيح ومنطقي..
ولكننا بمرحلة الإهمال الزراعي وانعدام الإنتاج الذاتي أو شبه الاكتفاء الذاتي لكل بيت أو أسرة.. أعني الأسر التي تعيش في الريف أو المدينة ولديها فسحة من الأرض..
كيف تشتري جزرة بقدونس بألف ليرة ونيف أو بيضاً أو نعنعاً أو… وأنت لديك متسع من الوقت والأرض.. لماذا لا تستغل كل شبر من أرضك لتوفير ما يمكنك..
هل وأنت ابن القرية أو المدينة ولديك حديقة مضطر أن تشتري النعنع؟.
كيف تصرف يومياً آلاف الليرات على إرسال تحيات صباحية لا طعم لها عبر الواتس اب والماسنجر ولا تنفق ليرة واحدة على مسكبة صغيرة قد تكفي بعض حاجاتك؟.
ماذا لو أن كل واحد منّا جرّب أن يكون لديه حسب استطاعته ما يزرع..
لقد اعتدنا الكسل والتكاسل شعباً وحكومةً والحكومة تتكئ على عكازة الحجج الدائمة الحاضرة وهي معروفة وصارت ممجوجة..
تريد أن تستقيل من دور كان لها يوماً ما.. ولسنا ضد هذا ولكن ليس هكذا..
علينا أن نكون أبناء أرضنا وأهلنا الذين عبروا ما هو أقسى مما نحن فيه.. لكنهم كانوا أبناء العمل والإنتاج كانوا أبناء الفعل قبل الكلام..
باختصار كما يقول المَثَل الشعبي (الفقرة لا يتعدّى على أحد).