الملحق الثقافي-سلمى جميل حداد:
ولسوف أبتكر من قصاصات ثوبي الأحمر حلماً
يصنع من قضبان الأقفاص أجنحة تعتنق الطيران
ويغوي الأثير كي يأخذ الأفق بين ذراعيه
ويفك أزرار السعادة في عيون الفجر القرمزية.
جلست الشمس على أريكتها
وأتقنت تطريز عباءات القصب
كم عرض منكبيك أيها الفضاء
الواسع وسع الحقيقة والخيال؟؟؟؟؟
كم محيط خصرك أيها البحر يا الذي تصطاد دفئك
بحبال القصب المتدلية من أهداب الشمس؟؟؟؟؟
كم طول قامتك أيتها الزيتونة
يا التي تنسدل على كتفيك رائحة جدتي
ويغسل صابون غارها ساقك المتعبة من الوقوف؟؟؟؟؟
أحسنت أيها الجنون……
أحسنت أيها الجنون حتى كسرت عظام القيود
وتسلقت على زفير الرياح ركبة الشمس الذهبية
أحسنت أيها الجنون
حين نقعت اليأس بأكسير الموت
وخرجت منه مبللاً بأبجدية الحياة
ورحيق المجاز على شفاه القصيدة
الزمن طريق ريفي
بين برعم إقحوانة وشجرة سنديان عتيق
تستحم على نبعة الضيعة وتغسل بلعاب الغيم ثيابها
ثم ترتدي أوراقها زبرجدا
وتعقد قرانها العرفي على ذاكرة الجبال هنيهة
تعيشها ألف ليلة وليلة خارج مقاييس الزمن.
أيتها الزيزفونة الخجول
فجري أنوثتك بحزام من عطور
تحرشي بجسد الصباح المليء برائحة الصيف
عطري أكمامه وربطة عنقه بأبريق أحلامك النازفات
واتركي الأبريق هناك يرشح غبطة على خصر التراب
حين تنشر الشمس ضحكتها على حبال الأفق الصوتية.
اشم رائحة التنور يخبز الانتظار على حطب عابر
منقوشة أمل بالزعتر مع كأس شاي دفيء
اجلس أيها المقعد الخشبي على ركبتي وشاركني في الدخان
سأشطر منقوشتي نصفين كيما أقاسمك خبزي وملحي
أنا تنتظر وأنت تنتظر والتنور يخبز بصمت ويغادر.
العدد 1187 –30-4-2024