الملحق الثقافي- ليزا خضر:
ها أنا الشاعرة التي استأجرتْ بيت العنكبوت
وفي يدها قصيدة
الشاعرة التي تشرب مع المستحيل قهوتها
ودخانٌ يصّاعد من الفنجان فيفتِنُها..
تراه معراجاً لروحٍ تخلق النهار
وكم مؤلمٌ يا أبي العيشُ
إن لم يأتِ النهار..
**
يا روحُ..
خذي مكانك في الحكاية
كي لا يسأم من مرورك الزمان
قومي فساعدي عباد الشمس ليدفن رأسه في التراب
فلا شموس حولنا
وجوعنا أكبر من نصف الرغيف
**
الفرح ليس قريبَنا
وها أنا الشاعرة التي تصبّ الضوء في البرية
وفي قلبها قصيدة
يأتي الماء إليها ليسقي زنابق المفردات
وها هي تنهض مع قرص الدخان
لتشرب
**
الفرح ليس قريبَنا
لكني شاعرةٌ عادت من الموت لتحيا
والتجاعيد على وجهي أحسبها
آثارَ سقوط نجمةٍ في بحيرة
أنا شاعرةٌ جاءت من البيادر
أحبّت كل ما قاله الحقل من قمحٍ وعشب
لكني أبحث عن وطني فلا أراه
أرى سماءً تلتهم الحقول
ونفسَ السماء تهدينا الأغاني
أرى دواليب الحظ تخرج من حذائي
وزوان الطالع يضحك في الدوائر
أرى صحبة العمر يقامرون
بالصلوات الجاهزة
والأحلام المشوشة
بالأوان الموشوم بفواته
والوحل القادم من كل صوب
أرى أمتعةَ الآتي على ظهور الراحلين
وشِباكَ العنكبوت تغلّف صوتَ البلاد
وأنا كصدأ الحنجرة المتعبة
ليس عندي ما أقوله بعدُ في قصيدة
ولا أريد أن أسائل الدنيا
من أي طريقٍ رحلَ الفرح
ولم يعد الفرحُ قريبّنا.
العدد 1187 –30-4-2024