الثورة _ فردوس دياب:
على عتبات الأمل، وبإرادة وعزيمة لم تُلنها الأوجاع والخطوب والمنايا، يحملنا عمالنا بعيداً إلى شرفات المستقبل وقد تربعت أحلامنا وطموحاتنا على عرش المستحيل الذي لطالما صنعناه وانتصرنا عليه.
عمالنا الذين حملوا على عاتقهم الأمانة وتشبثوا بمعاملهم ومصانعهم ورسالتهم النبيلة المتمثلة بالعطاء والبناء ومواجهة الخراب والتدمير بالرغم من كل الأثمان والتضحيات النفيسة والثمينة التي قدموها وما بخلوا بها على وطننا الأغلى.
لقد امتزج عرق عمال سورية بدمائهم ودماء شهدائهم فكانوا القاعدة الصلبة والمتينة التي ارتكز عليها الوطن الذي أحوج ما يكون اليوم لهم لإعادة إعمار وبناء ما دمرته وحوش الإرهاب التي تسابقت وتراكضت لتدمير إنجازات عمال سورية طوال العقود الماضية التي شيدوها بعرقهم وجهدهم، حيث كان تدمير البنى التحتية للدولة، إضافة إلى تدمير ونهب المصانع والمعامل والشركات التي تشكل خزان الوطن البشري والاقتصادي أحد الأهداف الأساسية والرئيسة لتلك الحرب من أجل ضرب أغلى وأنبل قيم هذا الوطن وهو الإنسان السوري الذي لا يزال صامداً يبني ويقاوم ويضحي رغم الظروف الصعبة والمأساوية.
في عيد العمال، نحيي عمالنا الأبطال وهم لا يزالون صامدين في ميادين الإنتاج والعطاء يرسمون بسمات الوطن على شفاه آلاتهم ومصانعهم التي تشتاق من هجرها منهم بعد أن دخل ذلك التيه الطويل الذي تسكنه الوحشة والظلمة والأشواق.
ونحن نعانق الفرح، نشارك عمالنا الأبطال صمودهم وشموخهم وكفاحهم في سبيل عزة وطننا الغالي الذي يفخر بأبنائه الذين رووا ترابه من دمائهم وتضحياتهم وشهدائهم الأبرار.
السابق
التالي