الثورة _ مها دياب:
العمل هو اللبنة الأساسية في الحياة البشرية والتي تحتاج إلى الإنتاج والتطوير من أجل تلبية حاجات الأسرة وتنمية المجتمع وتقدمه وتطوره، فالعمال هم الثروة الاقتصادية والتنموية والإنتاجية الأساسية التي تساهم في بناء الوطن وتطوره وازدهاره وتلبية جميع احتياجات أبنائه، وتقديراً لدورهم وجهودهم وتاريخهم النضالي يتم الاحتفال عالمياً في الأول من أيار من كل سنة بعيدهم.
ويعد هذا العيد رمزاً للتضحية والنضال من أجل نيل الحقوق والعمل بساعات محدودة وضمن بيئة آمنة ومناسبة تحفظ كرامتهم، وانتصاراً على الظلم والاستغلال وإحياء لشهداء العمل والعمال الذين ضحوا في سبيل نيل حقوقهم وتمهيد الطريق لغيرهم من الأجيال اللاحقة.
ولطالما برهن عمال سورية أنهم من عوامل القوة الداعمة للوطن وبسواعدهم وطاقاتهم وتميزهم ساهموا في بنائه ودفع عجلة الإنتاج، وعملهم دائماً ما كان مميزاً ومتقناً وله سوق على مستوى العالم.
وبالرغم من تعرض العمال السوريين للإرهاب خلال سنوات الحرب العدوانية واستهدافهم أثناء تأدية عملهم واستشهاد الكثيرين منهم إلا أن ذلك لم يثنهم عن دورهم أو التخلي عن مسؤلياتهم والحفاظ على تقديم الخدمات الهامة من أجل بقاء الحياة في الوطن وفي أحلك الظروف، خاصة القطاعات الخدمية والحيوية.
ومع عودة الحياة الآمنة لوطننا الغالي أثبت العمال أنهم من مقومات الصمود والنضال، وأنهم على عهدهم وعزمهم للمشاركة في إعادة بناء الوطن والعمل بروح الفريق الواحد بينهم وبين أبناء الوطن، وتحت قيادة قائد الوطن على عملية التجديد وإعادة الإعمار وإعادة الخدمات وإصلاح البنى التحتية في جميع المناطق رغم كل التحديات والمؤامرات والظروف الدولية الصعبة، والوقوف بوجه أي مخرب أو متآمر لتعود سورية كما كانت قوة اقتصادية ومكتفية ذاتياً.
السابق