بعدما انتهى الدوري الممتاز لكرة القدم نتوقف لنسأل عن أمور تبدأ منذ التسمية، هل كان فعلاً ممتازاً؟ وحول النقطة سيكون ثمة شبه إجماع إن لم يكن إجماعاً تاماً أن الإجابة هي لا لم يكن ممتازاً كما يطلق عليه.
الدوري الممتاز يحتاج إلى بنيتين تحتية وفوقية ونحن للأمانة لا نمتلك أياً منهما بالشكل المطلوب، فالملاعب لوحدها قصة حزينة مستمرة لم تكتب لها النهاية السعيدة بعد، فنحن الذين لا يزالون يلعبون على الرول الصناعي الخشن والذي يسبب ألماً قوياً لأي لاعب ينزلق عليه، ونحن الوحيدون الذين لعبت أنديتهم مباريات في برك ومستنقعات من الماء والوحل، كما نتفرد بعدم وجود مدرجات تقينا حر الشمس أو برد الشتاء ومطره، ولا مخارج آمنة في حال حدوث شيء لا سمح الله.. الخ.
ملاعبنا وما جرى عليها قدمت صوراً من الفرادة والتفرد خلال الدوري كان من الممكن أن تجعل منا (ترنداً) مستمراً لولا أن الله ستر علينا، ففي لقاء الكرامة الشهير كانت مستنقعات الوحل هي الفضيحة المستورة حتى جاء واحد من أغرب أهداف تاريخ كرة القدم، حين دخلت الكرة المرمى أمام عيون اللاعبين ثم وقع السحر الذي أذهل الجمهورين وجعلهم يختلفون إن كان هدفاً أم لا، فالكرة خرجت من الطرف الثاني للمرمى، وكأحد المشاهدين احتجت وقتاً لأدرك أن الكرة دخلت المرمى المثقوب فعلاً، وفي موقعة أخرى بطلها الوثبة دخل لاعبون برقم على القميص ورقم آخر مختلف على الشورت!
ليست البنية التحتية وحدها ظلت مستورة بل الفوقية أيضاً فقد حظيت (ترندات) تحكيمية بستر الله، وبالجملة وليس بالمفرق، تلتها قرارات غريبة من لجنة الانضباط وكل هذا أدى إلى (خربطة) في إعدادات بعض المباريات حتى رأينا لاعبين يمارسون “الكيك بوكسنغ والكونغ فو” ضد حكام بل ورجال حفظ النظام أنفسهم.
نسخة باهتة مستورة من الدوري الممتاز الذي لا يستحق لقبه بكل أمانة إذا ما قورن بأي دوري ممتاز لدى جيراننا حتى لا نبتعد بالمقارنة قضيناها ونحن نشاهد تبديلاً للمدربين يشبه الطرد كلما خسر فريق مباراة إلا من رحم ربي من الفرق التي حافظت على استقرارها، وكل ما نأمله أن تكون النسخة القادمة أفضل بكثير لأننا لا نضمن الستر في الموسم القادم ولا نريد أن نتحول إلى (ترند) يتفاعل معه العالم بـ (أضحكني).
التالي