الطفل صفحة بيضاء نقية، فلنرسم عليها الأجمل، ولنرسخ فيها الأحلى فهي النقاء والصفاء كله، والطفل شعلة ذكاء وكلما دخلنا إلى أعماقه تعلمنا منه شيئاً جديداً، وأضاف لنا فكرة جديدة من الممكن أن نستفيد منها وتضيف إلى عالمنا أفكاراً لامعة تبوح لنا عما يكنه هذا الطفل من ذكاء وعبقرية.
لكن الشيء المهم هو أن نكون منصتين لسماع هذا الطفل بكل ما يقوله، وعلينا الانتباه لما يعبر عنه، والمهم هنا سعة صدرنا لكل ما يتفوه به ويجب أن نحاوره ونناقشه في كل كبيرة وصغيرة.
وهنا علينا أن نتعلم ألا نسكته أبداً لأن ذلك يضعف من شخصيته ونجعله يخجل من طرح ما يريد، والكلام الذي لابد أن نبينه هو أهمية بناء شخصية هذا الطفل الذي يحتاج إلى أسلوب بارع يجعله فاعلاً في أسرته ومجتمعه.
فكلما أنصتنا لأقواله كلما نشطنا ذهنه وأعطيناه شيئاً جديداً، وإن أخطأ نوجهه بالأسلوب المحبب ونبتعد عن الزجر والقسوة وعدم تجريحه وتوبيخه خاصة أمام إخوته أو رفاقه أو أمام من حضر من الناس لأن ذلك يجعله ينطوي على نفسه ويطفىء جذوة ذكائه ونباهته.
والحقيقة التي لابد من ذكرها هي أننا إذا أردنا إيجاد جيل منتج ذي مستقبل باهر علينا أن نهتم بالأطفال فهم الآن طوع إرادتنا وتوجيهنا وإرشادنا أما إذا وصل هذا الطفل إلى سن اليفاع فيصبح متعذراً علينا زرع ما نريد في نفسه لفائدته لأنه صفحة بيضاء ناصعة نرسم عليها ما نشاء من أفكار مضيئة تجعل حياته مشرقة معطاءة.
قل لي كيف تتعامل مع طفلك في المنزل وفي الشارع وفي المدرسة أقل لك كيف سيكون مستقبل هذا الأمانة، ولهذا نقول تربية أطفالنا أمانة وعلينا أن نؤدي هذه الأمانة.
وتستحق الطفولة منا أن نقدم لها كل ما نستطيع لتكون في الأيام القادمة ركيزة متينة في مجتمع نحتاجه قوياً، تواجه التحديات فيه شخصيات فاعلة ومنتجة أسسناها نحن من خلال العناية بالطفل عناية فائقة، وعلى مبدأ بمقدار ما نزرع من قيم قيّمة في عقول أطفالنا نحصدها في المستقبل الواعد ثماراً يانعة نقطفها في الأيام القادمة جميعاً.
وختام القول أطفالنا فلذة أكبادنا ونور حياتنا حماهم الله من كل أذى وسوء فهم الأمل لمستقبل واعد.
جمال الشيخ بكري