الثورة – فردوس دياب:
هم أيقونة النور والحياة التي ستبقى تضيء القلوب وتحيي الأرواح، هم شهداؤنا الأبرار الذين وصفهم القائد المؤسس حافظ الأسد “أنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”، كيف لا، وهم الذين قدموا أرواحهم لنحيا أحراراً أعزاء وليبقى الوطن شامخاً عزيزاً وحراً.
اسألوا أديم الأرض، كيف ارتوى من دماء شهدائنا.. ففي كل حبة تراب حكاية عن شهيد، حكاية أثمرت وروداً فاح عبقها وأريجها في أرجاء الماضي والحاضر والمستقبل.
في كل بيت حكاية مجد وعطاء، وفي كل أسرة حكاية بذل وفداء، لن ننساهم لنستذكرهم، فهم الدماء التي تسري في شرايين الروح والذاكرة التي تختزن عطاءاتهم التي نستمد منها نبضنا وبقاءنا ووجودنا.
عيدهم، عيد الأعياد، بل هم العيد بحد ذاته، لذلك تخوننا المفردات والحروف التي نحاول يائسين من خلالها استنهاض مشاعرنا تجاه بطولاتهم وتضحياتهم وأمجادنا التي رسموها بدمائهم الزكية الطاهرة.
في أيار الشهادة تلتقي التضحيات وتجتمع دماء شهداء الأمس مع دماء شهداء اليوم على مائدة عز الوطن وشموخه لتعكس حال السوريين وأحوالهم، وترسم معها يقين الانتصار الذي سيعيد للسوريين كل أحلامهم وطموحاتهم الضائعة والمهاجرة التي ستحكي حكاية شعب عظيم يدافع عن أرضه بدماء أبنائه وأرواحهم التي ستعزف بدورها معزوفة الوطن الشامخ الذي لم ينحن أو يركع إلا لله وحده، مهما اشتدت المحن والخطوب، ومهما تكالب عليها الوحوش والقتلة.
ونحن نحتفل بأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، ترتسم الحقيقة الأسطع على امتداد التاريخ والذاكرة، الحقيقة التي تؤكد أننا أصحاب هذه الأرض والمتجذرون فيها على امتداد الوجود الإنساني، وأننا لن ننسى تضحيات شهدائنا مهما تعاظم الوجع والألم والذي يرسم كل لحظة حكايات التضحية والفداء والعطاء الحقيقي الذي تنحني له الهامات وتذوب في وصفه كل الحروف والكلمات.