الثورة – رويدة سليمان:
استشهد والده في معارك الشرف والبطولة في حرب تشرين، وهو طفل رضيع وصار اسمه ابن الشهيد محمد.. كبر علي وتزوج وأنجب محمد ليحمل لقب والده ابن الشهيد علي حيث التحق برفاق السلاح في مواجهة أعداء الوطن والإرهابيين ليكون لهم بصمة شرف في حماية أهلهم وأرضهم وشرفهم.
بالأمس القريب استشهد علاء بعد شهور من حفل زفافه ليزف مرة أخرى شهيداً وسط هتافات بحياة الوطن وزغاريد الأمهات ووعودهن بتقديم أغلى مالديهن من أجل عزة وكرامة الوطن، وإنهن عنوان الصبر والصمود، وتستمر قوافل المجد والنصر ، قوافل الشهادة المتجددة والمتجذرة من السادس من أيار عام ١٩١٦، هذا اليوم الذي أصبح رمزاً للشهادة وعيداً للشهداء، وحتى يومنا هذا.
نحتفل في ذكرى السادس من أيار من كل عام بأعراس الشهادة والشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة وحملوا شعلة الفداء والتضحية والتسابق على شرف الشهادة دفاعاً عن الحق والأرض، نتغنى ببطولاتهم وتضحياتهم ونقدس أرواحهم الطاهرة، وتكريم الشهيد وتخليد اسمه والاهتمام بذويه وأولاده هي ثقافة اجتماعية نابعة من تقدير التضحية والشهادة وأهميتها في بناء الوطن والدفاع عنه، لذلك يعمل المجتمع على إقامة مؤسسات وجمعيات وهيئات تهتم بأسر الشهداء وذويهم كمدارس أبناء الشهداء، وهناك أيضاً بطاقات شرف لذوي الشهيد للاستفادة من خدمات مستشفيات الدولة والمفاضلة الجامعية والتوظيف، فقد جاء في المادة الحادية والعشرين من دستور الجمهورية العربية السورية: “الشهادة في سبيل الوطن قيمة عليا، وتكفل الدولة ذوي الشهداء وفقاً للقانون”.
سيبقى السادس من أيار يوم الإجلال والإكبار والتعظيم لشهدائنا البررة في وطن الشهادة والشهداء.
التالي