الثورة – ناصر منذر:
مع تواصل طوفان الاحتجاجات الطلابية في العديد من الجامعات الأميركية والأوروبية، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللمطالبة بوقف المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، تكثف الشرطة الأميركية ونظيراتها الأوروبية من عمليات القمع الوحشي بحق الطلاب المحتجين، وتعتقل المزيد منهم، في تأكيد جديد على عدم احترام تلك الدول لحرية الرأي والتعبير، خلافاً لمزاعمهم الكاذبة بهذا الشأن.
ففي العاصمة الأميركية، أخلت الشرطة بالقوة مخيماً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني في جامعة جورج واشنطن، بعدما اقتحم المئات من عناصر الشرطة ساحة الجامعة وقاموا باعتقال عشرات الطلاب، واستخدموا رذاذ الفلفل ضدهم وفككوا خيام الاعتصام.
وسائل إعلام أمريكية ذكرت بهذا الصدد، أن أعضاء جمهوريين في الكونغرس ضغطوا على السلطات المحلية لتفكيك المخيم، واستدعوا رئيسة بلدية واشنطن وقائدة شرطة المدينة للإدلاء بشهادتيهما في مجلس النواب أمس حول سبب انتظارهما أكثر من أسبوع لإخلاء المخيم.
يشار إلى أن الاحتجاجات كانت قد اندلعت في جامعات عدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، للمطالبة بوقف المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقطع العلاقات المالية المباشرة أو غير المباشرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية.
وفي إيرلندا، كان الأمر مختلفا، إذ تم الرضوخ لمطالب المحتجين، حيث أعلنت جامعة ترينيتي كوليدج الإيرلندية العريقة أنها ستتخلى عن استثماراتها في شركات كيان الاحتلال الإسرائيلي المدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة، وذلك عقب احتجاجات واسعة شهدتها الجامعة للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقطع العلاقات مع هذا الكيان.
وذكرت وكالة فرانس برس أن طلاب الجامعة الواقعة في العاصمة دبلن أنهوا أمس احتجاجهم الذي استمر نحو خمسة أيام بعد أن استجابت الجامعة لمطالبهم، حيث أعلنت على موقعها الإلكتروني أنه “تم التوصل إلى اتفاق بعد مباحثات ناجحة بين إدارة الجامعة والمتظاهرين”.
وقال لازلو مولنارفي رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة في تصريح لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرلندية: إن بيان “ترينيتي كوليدج” يظهر قوة الحركة الطلابية.
وبدأ المتظاهرون تحركهم تضامناً مع فلسطين يوم الجمعة الماضي على خلفية تزايد هذه التحركات والاحتجاجات الواسعة المؤيدة للشعب الفلسطيني في أوروبا والولايات المتحدة، حيث نصبوا عشرات الخيم في أماكن عدة داخل الحرم الجامعي، وسدوا بمقاعد مداخل المكتبة التي تضم “كتاب كيلز” وهو مخطوطة شهيرة من العصور الوسطى يأتي السياح لرؤيتها في العاصمة الإيرلندية.