في ثقافي أبو رمانة.. رواية “ران على قلوبهم” لفاطمة نور الدين

الثورة – رفاه الدروبي:
حملت الكاتبة فاطمة نور الدين قلمها وقرطاسها لتخطَّ روايتها الأولى بعنوان: “ران على قلوبهم” مأخوذة من قصة واقعية شاهدتها بأمِّ عينيها بدأت في ثمانينات القرن الماضي فتركت لديها جرحاً مريراً لواقع اجتماعي بائس عاشته البطلة، وتركت الخاتمة مفتوحة لتأويلات عدة حيث وقَّعت الكاتبة الرواية في ثقافي أبي رمانة وأضاء عليها مدير دار توتول محمد الطاهر والكاتب الدكتور أحمد البيطار.
محمد الطاهر أشار إلى أنَّ الرواية تبدأ برسالة إلى أحدهم يمكن أن يكون مجهولاً بالنسبة لنا ومعلوماً للكاتبة حيث تقول:
“رسالة إلى أحَدِهِم..” لتلك القلوب التي طواها الزمن في غياهب النسيان جعلها تتقد في جمار البؤس والخزي والعار.. لقلوب تلبَّدت وتجمَّدت وأصبحت صخر صوان لا ينبع منها ماء ولا نبات ولا حياة، يئس الجميع منها هي والكرة سيَّان.. أما آن لها أن تستفيق؟! يا عثرةً في حياة كلِّ إنسان وطريقاً مسدوداً! يا شؤوماً ماله حدود.. ماله مكانٌ! يا قلوباً عجاف وتهاليل الأحزان غيبي عنَّا أو كوني روح إنسان!
الطاهر لفت إلى أنَّ الكاتبة لخَّصت الرواية البالغة أربعمئة وعشرين صفحة في كلماتها.
ماذا أرادت من ذلك؟ فالمقدمة ليست من العناصر الفنية الثابتة للعمل الروائي؛ وإنَّما يمكن أن تكون توطئة للقادم كالبرق، وغالباً ما ينذر بالمطر وما تلبث أن تترنَّم بتغريدة عن أسماء من رحلت لخصتها الكاتبة بالإهداء لأهميتها، بينما تتحدَّث في الفصول الأولى عن الجانب الاجتماعي في الحياة بمعنى عالم المرأة، الخطوبة، الزواج، العرس، الولائم، الأفراح، وما يصاحبها من مراسم.
كما أبرزت الرواية – حسب الطاهر- المفهوم الاجتماعي وواقعه الهش.
وأهمّ ما يلفت النظر من خلال قراءة الرواية فكرة العمل، حيث سعت الكاتبة إلى إبراز عناصر فنية وخاصة المرأة الريفية المضطهدة والزوج القاسي الطباع، واعتبرها سرديات أصبحت معروفة ومتوقعة للقارئ العادي فما بالك بالمتعمِّق والمُحلِّل لفصول العمل ذاته.
ثم رأى صاحب دار توتول أنَّ الرواية على الرغم من طولها واتساع مساحات الفصول فيها إلا أنَّها لا تخلو من الدهشة حيناً والإدهاش حيناً آخر، وكثيراً ما نجد عبارات فيها لغة ساحرة من خلال تبادل الحوارات بين شخصيات الرواية، وربَّما استخدمت المحكي أو العامي فيها ليأخذ حيِّزاً أكثر مما يجب دون أن يُسيء إلى جمالية العمل الروائي.
بدوره الكاتب الدكتور أحمد البيطار أكَّد على ما تتعرَّض له المرأة الريفية من ظلم تجسَّدت بشخصية صفية وما واجهته من تحديات كبيرة ومواقف صعبة، لذا تحاول بكلِّ قوة التصدي له والدفاع عن حقوقها لنراها في ملامحها الباكية ووصفها بأبيات قليلة على لسانها فأنشد:
ملامح باكية في ذاك الركن الركين
تصلِّي لربِّ العالمين
تبكي كطفلٍ بائسٍ حزين
تلبسُ ثوباً بلونِ الياسمين
كملاكٍ هاربٍ من زيفِ السنين
تجلسُ وحيدةً بوجهِ بائسٍ حزين
حزين على عباد رغمَ النورِ ضائعين
تلك الحزينة هي أنا
تلك الحزينة هي نحن
تلك الحزينة هي أنا
أنا التي تمتصُّ غضبَ الآخرين
وتبكي كما يبكي الضريحُ على الميِّتين
وصمتي خاشعٌ كخشوعِ الشهوةِ في ثوبِ المُصَلِّين
احتمل حتى أملَّني الاحتمالُ وقالَ: ألا تسأمين؟
ثم بيّن الكاتب البيطار بأنَّ الكتابة ليست مجرَّد حبر يُنفَّذ على الورق وليست حروفاً تكتب بلا هدف ولا سبب؛ بل تعكس روحاً على هيئة كلمات مطويَّة بين ثنايا الورق.
أمَّا الكاتبة فاطمة نور الدين فأشارت إلى أنَّ روايتها الأولى كتبتها بحروف من ألوان الصباح، وهمسات من أوراق الضياء صنعتها من عبرات صفية ومثيلاتها.. سكبت على أرض جرداء لأحبتها وأنين فيها سنابل مكتنزة الخير والنماء، فمن مثلها جار عليها الزمان وأبقاها بين طيات التيه حزينة باكية، سئمت لها وحزنت فحملت القلم والدفتر، وراحت تغوص في ظلمات الواقع فكانت “ران على قلوبهم” شقيقة روحها وجزءاً منها تتلمَّس حروفها بنور وبهاء، تتنفَّس من بين سطورها، فعزفت العشق من جاد وأسماء، وعرفت معنى أن تكون شخصاً جليلاً كأبي أمين ورأت البراءة في عيون نور ونجم، أما العبر والمحبة فكانا محوراً ثانياً، تتلمَّسه بروح رنين وصفية، وعاشت الليل الطويل بقسوة باسل وظلمه دون تأنيب للضمير.

آخر الأخبار
في مرمى الوعي الاجتماعي.. الأمن العام ضمانة الأمان  1816 جلسة غسيل كلية في مستشفى الجولان الوطني إيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لدعم الاستجابة الصحية في سوريا وزير الطاقة :٣,٤ملايين م٣ يوميا من الغاز الأذري لسوريا دمج سوريا في المجتمع الدولي مسؤولية جماعية واستحقاق استراتيجي    Media line  زيارة الشيباني إلى موسكو.. اختبار لنوايا روسيا أم إعادة صياغة لتحالف قديم الغاز الأذربيجاني إلى سوريا.. خبيرة تنموية لـ"الثورة": تأثيرات اقتصادية على المدى المتوسط    د.يحيى السيد عمر لـ"الثورة": الطريق طويل لشراكة اقتصادية مع روسيا استخدمه بحذر... ChatGPT ليس سريا كما تظن  تركيب محولة كهرباء جديدة في كفير الزيت بوادي بردى بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار