محمد شريف الجيوسي – كاتب فلسطيني:
يتحدث كيان الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة وكأنه ليس جزءاً من الأراضي العربية المحتلة، أو كأنه جزءٌ من بلاد “الواق واق” ويتحدث أيضاً عن الشعب في غزة هناك وكأنه ليس جزءاً من الشعب الفلسطيني وعن المقاومةِ وكأنها ليست جزءاً من مقاومةٍ أشمل وأوسع هي المقاومة الفلسطينية.
ويستغل هذا الكيان حالة الانقسام الذي تسبب به ما سمي بالحسم لصالح فصيل في غزة، والآن بعد أن أصبحت هزيمة كيان الاحتلال الإسرائيلي وشيكة في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في كل مكان، تحاول تل أبيب بمساعدة الغرب وأمريكا إقامة محمية في غزة على مقاسها مستقلة عن الضفة مستغلةً في ذلك استمرار حالة الانقسام الفلسطيني وعدم الاعتراف الدولي بفلسطين كاملة العضوية.
وهذا ما يؤكد أهمية إنهاء الانقسام عبر حوارٍ فلسطيني شامل بمساعدة عربية ودولية لوضع أسس إنهائه واستعادة الوحدة الأمر الذي يقطع الذرائع بعدم إمكانية الاعتراف بفلسطين مع استمرار الانقسام ويتيح بالتالي إقامة الدولة الفلسطينية عبر وحدة شعبها في القدس والضفة وغزة والنقب والجليل وفي الشتات دون ذلك لن تكون للفلسطينيين دولة حتى على جزءٍ من ترابهم الوطني لكن وحدتهم ستتيح إقامة الدولة كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
لقد أضعف الانقسام الكل الفلسطيني دون استثناء بما في ذلك فصائل المقاومة التي أصبحت محصورةً في غزة كما أضعف الحسم السلطة الفلسطينية باعتبار أنها أصبحت بلا سلطةٍ على غزة ما جعل كيان الاحتلال الإسرائيلي يستقوي على الجميع ويفرض أجنداته بدعم أمريكي وغربي معلن.
بكلمات إن مفتاح التحرر الفلسطيني هو أولاً إنهاء الانقسام ثم تحقيق الوحدة الوطنية في كل مكانٍ يتواجدون فيه سواءٌ في القدس أو الضفة أو غزة أو الجليل أو النقب أو في الشتات أو في أي مكان، ولابد أن إنهاء الانقسام وتكريس الوحدة يستلزم حواراتٍ قد تكون صعبة ولكنها ممكنة التحقق مع توفر الإرادة والنوايا الطيبة الواعية بأهمية تحقيق ذلك ومن الممكن مشاركة الأشقاء والأصدقاء في هذه الحوارات ورعايتها.