الثورة – منهل إبراهيم:
تشعر القيادات الأمنية والعسكرية في “إسرائيل” بحالة من السخط على خلفية الخسائر الكبيرة لقواتهم الغازية في قطاع غزة، حيث مرغت المقاومة الفلسطينية أنوف جنود الاحتلال بتراب جباليا موقعة العديد منهم قتلى وجرحى، مع عدم اكتراث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للخسائر، في سبيل بقائه في منصبه.
وأظهر فيديو بثته المقاومة الفلسطينية تدمير دبابة وناقلة جنود، وقتل بعض أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم جباليا.
في هذه الأثناء نشرت مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن رفض بنيامين نتنياهو الالتزام بقبول إدارة فلسطينية لغزة بعد الحرب، وذلك إرضاء لليمين المتطرف، ما دفع قيادات أمنية وعسكرية للتصدي له.
وقالت المجلة، في تقريرها إن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري أقدم على خطوة مفاجئة حين وجّه سهام النقد نحو الحكومة الإسرائيلية بعد أن تورطت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة في معارك مع المقاومة في أجزاء من شمال غزة.
إلى ذلك نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وثيقة إسرائيلية حول التكاليف المالية لإقامة حكم عسكري إسرائيلي مزعوم في قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب عليها.
وبحسب الوثيقة، تقدر تكلفة حكم القطاع 5.4 مليارات دولار سنوياً، وذلك لا يتضمن إعادة إعمار البنية التحتية مثل: المستشفيات والمدارس والطرق وغيرها.
كما سيطلب الحكم العسكري الإسرائيلي المزعوم في قطاع غزة تحويل الجنود من القيادة الشمالية والوسطى إلى غزة، وزيادة الاحتياطيات، ووفقاً للصحيفة سيكون هناك حاجة إلى 4 فرق عسكرية متمركزة في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة الصهيونية؛ أن نتنياهو يفضل أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤولاً عن الأمن وإدارة الحياة المدنية في قطاع غزة.
وأفادت يديعوت أحرونوت: “إن السيطرة على غزة تعني أزمة غير مسبوقة في الميزانية، ما سيضر بشكل كبير بالخدمات المقدمة للمستوطن الإسرائيلي، كما سيثقل كاهل الميزانية”.
ويدعم هذا التوجه بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي والذي يصر على إنشاء حكومة عسكرية إسرائيلية تشرف على توزيع المساعدات في القطاع بينما يعارضه بشدة يوآف غالانت، وزير الحرب الإسرائيلي.
أما وزير الحرب غالانت فوجه كلامه بتحذير قال فيه: “أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار وإعلان أن “إسرائيل” لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة، ولن تفرض فيها حكماً عسكرياً”.
في غضون ذلك تعتقد الولايات المتحدة أن “إسرائيل” حشدت ما يكفي من القوات على أطراف رفح جنوبي قطاع غزة، في مسعى لاجتياح واسع للمدينة خلال أيام، حسبما أفادت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية.
لكن المسؤولين الأمريكيين اللذين كشفا عن هذه المعلومات، كانا غير متأكدين مما إذا كانت “إسرائيل” قد اتخذت قراراً نهائياً بشن هجوم كبير على رفح، ووصفا الخطوة إن تمت بـ”تحد مباشر للرئيس جو بايدن”.
وحذر أحد المسؤوليْن من عدم جهوزية “إسرائيل” للمضي قدماً بهذه الخطوة، بما في ذلك بناء البنية التحتية المتعلقة بالغذاء والنظافة والمأوى، قبل احتمال إجلاء أكثر من مليون من سكان غزة الذين يقيمون في رفح.
وقد حذرات إدارة بايدن، لاسيما العديد من المنظمات الإنسانية، “إسرائيل” من شن هجوم كبير في رفح المكتظة بالسكان.