الثورة – منهل إبراهيم:
زوبعة الإقرار بالفشل تغشي كيان الاحتلال وتمتد لواشنطن، مع احتدام المعارك بين المقاومة والاحتلال في قطاع غزة، وفشل الكيان في تحقيق أهدافه، وبدت إشارات الإقرار بالفشل تخرج من أوساط الاحتلال العسكرية والسياسية، بل إن ذلك وصل إلى المسؤولين الأمريكيين في واشنطن.
ومنذ مطلع الشهر الجاري بدأ الاحتلال عملية في رفح جنوب القطاع بالتزامن مع عملية أخرى في مخيم جباليا شمال غزة.
ورغم الكثافة النارية للاحتلال والقصف العنيف والعشوائي فإنه لم ينجح الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه، فلم يحرر الأسرى الذين زعم وجودهم في رفح، كما أنه فشل في استئصال المقاومة بعد نحو ثمانية أشهر من المعارك في الشمال.
وقال القائد السابق لما يسمى “فرقة غزة” في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي شماني، إن “الجيش الإسرائيلي يتخبط في غزة، ومن الواضح أن “إسرائيل” لن تحقق أهدافها المعلنة”.
ونقلت صحيفة معاريف الصهيونية عن شماني قوله خلال حوار إذاعي، إن من الصعب رؤيةَ كيف ستتم إعادة جميع الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف أن المقاومة لن يتم القضاء عليها عسكرياً، وأردف: “نحن ببساطة ندور في دائرة مفرغة، يتم إرسال الجيش للقتال في جباليا وخانيونس، ومرة أخرى نتعرّض للهجوم، وحتى في الشمال، لم يتم تحديد أهداف في هذه المناورة”.
وتابع، بأن حكومة بنيامين نتنياهو حكمت على “إسرائيل” بالتخبط لسنوات وبالعزلة وبأضرار جسيمة على الاقتصاد.
ولم يكن هذا الاعتراف هو الأول من نوعه، فقد أكد قائد اللواء احتياط بجيش الاحتلال إسحاق بريك الأسبوع الماضي أن “الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على إسقاط المقاومة حتى لو طال أمد الحرب”.
ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن بريك تشكيكه، في جدوى استمرار القتال في قطاع غزة، مبيناً أن “إسرائيل في حال استمرارها في الحرب فستتكبد خسائر جسيمة تتمثل في انهيار جيش الاحتياط الإسرائيلي خلال فترة وجيزة كما أنها تشمل انهيار الاقتصاد، فضلاً عن تدهور علاقاتها الدولية وتمزق مجتمعها من الداخل”.
وأضاف أن “عدم اتخاذ قرار بشأن اليوم التالي للحرب سيؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد أن عاد للقتال في المناطق نفسها التي كان فيها من قبل”.
ويبدو أن الإقرار بالفشل لم يقتصر على المسؤولين في كيان الاحتلال فقط، بل إنه وصل إلى الولايات المتحدة التي أصرت على دعم الاحتلال بشتى الطرق في حربه على غزة وتبنت أهداف نتنياهو في القطاع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقابلة تلفزيونية: ”لقد تعلّم الأمريكيون بالطريقة الصعبة من خلال هزيمتهم في الوحل الفيتنامي والأفغاني والعراقي، أنه في غياب التحرك الدبلوماسي فإن المعارك تميل إلى التحوّل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تكلّف خسائر فادحة”.
وبدا شعور الإحباط واضحاً في حديث مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ”التليغراف” عندما قال، إن “الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل قادرة على تحقيق نصر كامل ضد المقاومة، في دحض واضح لوعود نتنياهو”.
السابق