أ. د. جورج جبور:
يفتتح صباح اليوم 22 أيار 2024 في فندق الساحة في بيروت مؤتمر جديد للجمعية العربية للعلوم السياسية التي كانت صحيفة الثورة قد نشرت الدعوة إلى تأسيسها في 20 آذار 1977.
وقد أحسن منظمو المؤتمر إذ جعلوا موضوعه “طوفان الأقصى” وتداعياته العربية والإقليمية والدولية.
وصلتني بطاقة الدعوة إلى الحضور قبل ساعات قليلة. وغاب عني حتى الآن برنامج المؤتمر كما غابت أوراقه العلمية، إلا أن تكريس المؤتمر لطوفان الأقصى موضوع في مكانه لا ريب.
من أحرى من علماء السياسة العرب من بحث تداعيات أغنى ثمانية أشهر في النضال العربي ضد الصهيونية ؟
لن يتسع الوقت بين تلقي الدعوة وبين انعقاد المؤتمر لكتابة بحث، بل لا يتسع الوقت للاشتراك في المؤتمر، والفرح بلقاء الزملاء.
أُلخص للزملاء نقاطاً وضعتها أمام قمة البحرين وأتابع مع ما يشبه الفقرة العملية في بيان القمة، ولمركز الدراسات في الجيش اللبناني فضل فيه، ثم أختم كلمات هذا المقال بالإشارة إلى ثلاث محطات في تاريخ الجمعية.
قلت لمؤتمر قمة البحرين: في الأصل لا حق لـ “إسرائيل” في الوجود، وفي الواقع غلبت المصالحات، ومن بركة طوفان الأقصى أنه زاد من قدرتنا نحن العرب على التأثير، لم تظهر القدرة على التأثير في بيان القمة إلا شاحبة مستجدية، هي تستجدي مؤتمراً من الأمم المتحدة، فليكن.
أذكر رئاسة القمة بفائدة بدء التحضير للمؤتمر المنشود برسالة منها إلى رئاسة الوزارة في الدولة المؤسسة الأولى لـ “إسرائيل” تسألها بها عن تقييمها لوعد بلفور بعد 107 سنوات من صدوره.
في آذار 2011 زارني في المنزل سفير بريطانيا في سورية بصفتي مؤلف كتاب عنوانه “وعد بلفور”، سلمته رسالة مني إلى كاميرون رئيس الوزراء أسأله بها كتابة إسهام في طبعة جديدة من الكتاب يقيم بها وعد بلفور.
هل ظننت أنه سيجيب؟ لا. لكنه أجاب هنا في بيروت عن طريق سفيره (توم فليتشر)، كان ذلك عام 2013، قال السفير في افتتاح مؤتمر حاشد لمركز الدراسات في الجيش اللبناني أن مكتب رئيس الوزراء تدارس رسالتي وأنه سيتم الرد، تجدون شيئاً من إجابته في منشورات الجيش اللبناني.. جاء الرد معلناً في عام 2017 وهو العام المائة لصدور الوعد.
أقول إذن فليبدأ مسعى القمة العربية لعقد مؤتمر إيجاد حل لقضية فلسطين فليبدأ بسؤال بريطانيا عن تقييمها لوثيقة الاقتتال المستمر المسماة وعد بلفور ولتستفد من تصريحات جاك سترو في 16 شباط 2002.
استطاع طوفان الأقصى أن يجعلنا أكثر أهلية لمخاطبة بريطانيا بلهجة المحاسبة بعد إن تعبنا من مخاطبتها بلهجة المعاتبة.
أختم بما وعدت به من الإشارة إلى ثلاث محطات في تاريخ الجمعية.
المحطة الثانية: كانت مؤتمر التأسيس في قبرص عام 1985، فيه كان بحثي المغيب في منشورات الجمعية الحاضر في التعديلات التي أدخلت في نظامنا الأساسي، عنوانه: “نحو علم عربي السياسة”.
المحطة الثالثة: كانت في عام 2005 وهو العام العشرون لمؤتمر التأسيس دعتني الجمعية لكي تكرمني فكرمتها بإهدائها كتيباً عن تاريخها المستور والمبتور، تجدون صورة غلافه في متن المقال.
وضعت النسخة الأولى من الكراس بين يدي من ستر وبتر قبل أن أضعه بين أيدي الزملاء في مؤتمر ذلك العام، لم يعترض على توزيع مرات النسخ على الزملاء، ذلك موقف أسجله لصديقي الدكتور علي الدين هلال.
أين المحطة الأولى؟ كانت في دمشق وبيروت جارتها المتفوقة إعلامياً. في مقال نشرته صحيفة الثورة الدمشقية يوم 20 اذار1977 طالبت بإنشاء الجمعية العربية للعلوم السياسية.
أصبحت المطالبة قراراً لقسم السياسة في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة يوم 25 كانون أول 1977، من هنا أتى عنوان كلمتي، جمعيتنا أيها الزملاء الجمعية العربية للعلوم السياسية هي أو على الأقل فكرتها في عامها السابع والأربعين وأنا رئيسها الأول بصفة رئيس لجنة التحضير لمؤتمر التأسيس.
*رئيس لجنة التحضير لمؤتمر التأسيس 1977-1983