الثورة- فؤاد مسعد :
الفنان التشكيلي الدكتور فؤاد دحدوح مبدعٌ متجدد دائماً، يُفاجئك بما يُقدّم من أعمال فنية تحمل خصوصيتها وفرادتها، ففي معرضه الذي افتتح مساء أمس في المركز الوطني للفنون البصرية، قدّم ثمانية لوحات إضافة إلى لوحة كبيرة جداً شكّلت الحدث الأبرز، وتسيّدت المشهد.
جاءت اللوحة الكبيرة «التي رُسمت بخمسة أجزاء»، تعجّ بشخصيات طغى عليها حضور المرأة، قدمها بأسلوب تعبيري اختزل فيها حالات إنسانية ووجدانية متنوعة، حيث الوجوه والأجساد غير واضحة الملامح إلا أنها تعكس ما بداخلها من عوالم، منتصراً من خلالها إلى الفرح.
وفي تصريح لصحيفة الثورة، قال: «هي لوحة ملحمية ذات أبعاد كبيرة، شعرت عندما نفذتها أن هناك نوعاً من المخاطرة بين الإيجاب والسلب، في أن يتم ضبط مثل هذا العمل الكبير، خاصة أن الأمكنة التي نعمل بها صغيرة، واللوحة مؤلفة من خمسة أجزاء عملت فيها كلها معاً، لذلك احتاجت إلى هذه المساحة التي عُرضت بها، وقد أخذت اللوحة حقها في هذا المكان، المركز الوطني للفنون البصرية».
وحول الوجوه غائبة الملامح التي حرص على حضورها في اللوحة وهي تحمل ما تحمل داخلها، قال: «دائماً أسعى للوصول إلى أقصى الحدود التعبيرية في الشخص الإنساني، وهو عندي شخص مُحطم، يعتمد على الأكاديمية، ولكن أقوم بتركيبه من جديد بطريقتي».
وعن الفكرة العامة للوحة يشير إلى أنها تُمثّل غوطة دمشق والسيران فيها، مستذكراً كيف كانت العائلات الشامية «أيام زمان» تلتقي في الغوطة وتقيم السيارين ضمن أجواء مليئة بالفرح والسعادة، وقد رغب في إعادة هذه الفكرة وكأننا عدنا من جديد إلى الفرح والسعادة. مشدداً في نهاية كلامه إلى أن اللوحة تنتصر للفرح، قال: «فيها الكثير من الفرح، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الحركة والرقص والألوان الزاهية».
الدكتور فؤاد دحدوح تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 1981 ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984 وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987 ودكتوراه في مجال الميدالية قسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، له العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية.