ما تحدثت به وزارة السياحة مع حلول الصيف والموسم السياحي حول إعطاء تسهيلات لأعمال ترميم لمنشآت وفنادق بدمشق، ذكرني بما كانت تقوم به محافظة اللاذقية في سنوات سابقة، ولا أعلم إن كان مستمراً للآن، فالأخيرة لم يكن يحلو لها صيانة الشوارع أو حفريات الصرف الصحي إلا صيفاً، وعلى الطرقات السياحية، وكل من يقطن في اللاذقية يعلم أن هذا الكلام صحيحاً.
ويقول الخبر الذي كان من المفترض أن يأتي في غير هذا الموسم- إنه بناء على مقترحات وزارة السياحة، وافقت اللجنة الاقتصادية ومجلس الوزراء على التسهيلات المتعلقة بمنح التراخيص لأعمال الترميم والتجديد وإعادة التأهيل للمباني والمنشآت الفندقية من قبل وزارة السياحة ومحافظة دمشق، والسماح باستيراد المواد والتجهيزات اللازمة لأعمال الترميم على ألاتتجاوز قيمة المستوردات ٥٠% من كلفة كامل أعمال الترميم- وهذا يعني أن ما ستوفره الوفود السياحية من قطع أجنبي سيذهب إلى عملية الاستيراد.
ونعود ونقول: ليست المشكلة في القرارات لكن المشكلة الحقيقية في توقيت القرارات، ودائماً تأتي متأخرة، وكأن الجهة المعنية تعمل حسب الموسم، وربما هنالك جهات تصاب بثبات في الأوقات خارج موسم عملها، متناسين أن العمل والإنجاز الحقيقي هو قبل حلول الموسم.
وعلى ذكر العمل والاستعداد الاستباقي، حسناً فعلت المؤسسة السورية للحبوب في الاستعداد المبكر لاستجرار موسم القمح، ما مكنها من استقبال الموسم أيضاً باكراً- وبالتالي تخفيف الازدحام والضغط والمشكلات أثناء فترات الذروة-على حد قولها.
إذاً.. لماذا لا نفكر بإحداث فريق عمل يترصد المواسم قبل حلولها والعوامل المرتبطة بها، ويتمتع بنظرة مستقبلية بعيداً عن الواسطات والمحسوبيات، وقد يكون ثمة من يعتقد أنني أمزح..، لكن بالفعل أصبح من الجدير التفكير بهذه الطريقة في ظل ما يحدث من تقلبات تتعلق بأسعار الصرف وأيضاً التغيرات المناخية العالمية، بات علينا أن نفكر بطرق استباقية.

السابق