الصبر والتخطيط الممنهج والثقة هي مفتاح النجاح لأي إدارة حكيمة، كَبُر هذا النادي أم صغر، ثماني سنوات قضاها غاسبريني في بيرغامو، ربّاناً لسفينة أتلانتا، أثمرت عن لقب تاريخي هو الأول للفريق الإيطالي أوروبياً، أتلانتا الذي قض مضاجع الأندية الإيطالية، بنتائجه الباهرة وتمزيقه لشباك خصومه بالخمسة – وقليلة هي الأندية التي نجت منها – بتشكيلة هجومية قوية عابها الضعف الدفاعي الذي حال دون حصد الألقاب، فكان نيراتزوري بيرغامو منافساً على المراكز الأولى في الكالتشيو تحت قيادة غاسبريني، إلا أن بدأ الفريق بالتراجع في نتائجه وترتيبه، لكن هذا التقهقر لم يدفع أنطونيو بيركاسي مالك النادي بالتخلي عن العجوز الإيطالي، بل تم منحه الثقة الكاملة التي أثمرت لقباً تاريخياً غير مسبوق، جاء بعد أن قام غاسبريني بتغيير جلّ عناصر الفريق، حتى الناجحة منها رويداً رويداً، وبثقة كاملة ممنوحة له، فصنع الحدث أوروبياً بحصده الدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخ النادي، منزلاً الخسارة الأولى ببطل البوندسليغا باير ليفركوزن بعد إحدى وخمسين مباراة في نهائي دبلن، ضارباً بكل الترجيحات والتوقعات عرض الحائط بثلاثية النيجيري لوكمان، ولم يكن ذلك من فراغ، بل جاء بعد تخطي أبناء بيرغامو كبار أوروبا، ليفربول ومرسيليا وسبورتينغ لشبونة.
البطولات لا تأتي إلا بالنَفس الطويل والثقة الكاملة والإدارة الحكيمة، وليس بتغيير الجلد التدريبي كل عام، بل بالموسم أكثر من مرة، الاستقرار هو أساس النجاح، ولأنديتنا في ذلك عبرة إن أرادت التميز والألقاب.
