الملحق الثقافي-فوزي الشنيور:
الشَّرْفةُ تبكِيْ وحْدتَها
لا وردَ يفوحُ فيهَا
ولا عصفورٌ يترنَّمُ في زواياهَا
أو تصْبحُ لهُ أحْلامٌ
والأشجارُ تَتَخلَّى عِنْ أوراقِهَا
منْ جفاءٍ مُزْمنٍ
والنوافذُ قد صمَتتْ منْ كارثةِ الغبارِ
وليسَ هُناكَ سِوى رجلٍ وَاحدٍ
يتحرَّكُ حيناً ــ بِبطْءٍ ــ
لأشياءٍ تَعْرفُهَا الأمْكنةُ وحَدهَا
وأحياناً يُحَدِّقُ في امْرأةٍ منْ وَرَقٍ
يتزَيَّنُ بهَا الجَدارُ
يبْدو أنَّها فيْ سفَرٍ
لا يفعلُه ُسِوى الأمْواتْ
*****
تلكَ الشرْفةُ
على الرغمِ منْ أنِّها
تَغْرُقُ في الزَّخارِفِ السَّاحِرِة
لكنَّها لا تَجِدُ أحَداً يَلْتَفِتُ إِليْهَا
لكأنَّها تَخْلو منْ امْرأةٍ تَغْمُرُهَا
بالْهمساتِ الدَّافئةِ
لو أنَّ هناكَ امْرأةٍ
لرأيْتَ الْورودَ تَتَحدَّثُ عنْهَا
وتَأْخُذُ مِنَها الْجَمَالَ
ولرأيتَ الْبيْتَ
يَتَجدَّدُ بـِزِيْنَتِها
كلَّ أوانْ
العدد 1191 – 28 -5-2024