الملحق الثقافي- ليزا خضر:
للغياب وزن وقامة
جالسٌ طوال الوقت على ركبتيَّ
شربنا القهوة سويا
وبكينا سويا
في مرة حركتُ البن إلى فوق
فعلقت الرغوة على شفتيه
بدأتٌ أرشف ريقها لكني تأخرت
عن موعدٍ لي مع الوجود
فأخرجت صنارة الخيال من شرودي
واصطدت كل زبد صوتك وجمعته تحت جلدي
مونة للشتاء
ثم تدحرجت رجوعاً إلى الماضي
كي أقبلك
و جلست بعدها على صخرة الخلق
خفيفة من وطء الغياب
وحالما سكت الكون نزّت حروفٌ من ألمي
وصرختُ في أذن المدى:
ارحمْ ترابي من رياء الماء
فجذري_ لو عرفتَه_ غضٌ
وفيه مشاتل عنفوان
ولو جمعوا دمي في بستان ذكرانا
فلون دمي يغني في أوصاله الوردُ
صيامي عنك صيام الريح عن وجهتها
وصيام الوقت عن أخضره
صيامي عنك صيام الشفاه عن تيممها
بريقِ صلاتنا الحلال
وحتى يصادق اللوز براعم الربيع
سأحبك قدساً تاهت أقماره عن أماسينا
وانشغلت نراجس القيامة فيه عن الأماني
وعن تراتيل الحب تلثم قلبينا
سأحبك رقصاً تعرّقنا فيه كلَّ أفراحنا
وصلينا فيه كيما نبترد
جسداً هام في جسد
وصدراً رام السلام..
سأحبك مرهفةَ الرحيل كي لاتدوسني حرائقك
مشذّبةَ الصمت كي لا ترهقني أحاديث الكبار
ومشانق صوتك لا تصلب أغنيتي البيضاء
سأحبك وأنا أجمع بصماتك عن مشاجب اللحظات
وأكنزها فصلاً أرتاده كلما سحلني الشوق إلى صيفٍ معك
سأحبك وأنا أتنفس لهاثك عن أغطية العمر كلما بردت
وأوقد جمري عسى يدفئ شتاءاتِك
يامطراً من رحم الغيمات الخصب
ولّادِ الحجارةِ التي تسقط في برك الروح
سأحبك بروحي المدمّاة
روحي التي ستقيم في الأبد
حيث بيتها الأزرق
سأحبك وأنظر كل مساء من معبدي إلى هناك
هناااااااك
حيث يسكن القمر
العدد 1191 – 28 -5-2024