على مسرح الأحداث المفجعة بغزة يجاهر نتنياهو بجرائمه، ويرفع بوجه الجنايات الدولية “فيتو لاءاته”، فلا وقف للعدوان، ولا كبح للوحشية، ولا انصياع لقرارات المحكمة الدولية بوقف الإبادة الجماعية.
فنتنياهو الذي يزحف على حدي الهزائم السياسية والعسكرية وانتقادت فشله من الشارع الصهيوني، لم يتبق له إلا ورقة رفح كرهان أخير يسابق من خلاله الزمن لاهثاً في مضامير الخيبة عله يمحو عار إخفاقاته وتعاظم أزماته بأنهار دماء الغزيين،الأمر الذي أكدته “الغارديان” بقولها: إن “الهجمات الإسرائيلية على رفح استراتيجية وحشية تتبعها إسرائيل بعد وضوح فشلها في الحرب”.
من يوقف المذبحة إذاً، والمجتمع الدولي رهين سطوة أميركا، والسفاح الإسرائيلي طليق خارج أقفاص المحاسبة يمارس وحشيته بدم بارد، ويصم سمعه عن غضب الوجدان العالمي، ويدوس باستخفاف على القوانين الإنسانية، ويصرح علناً أن لا وقف للمقتلة حتى اكتمال الإبادة الجماعية.
ما كشفته الحرب على غزة لم يحشر فقط المنظمات الدولية في خانة عجز مهين بل أظهرت كيف يدار الغرب بأزرار التحكم الإسرائيلية، فالخطوط الحمراء التي ادعت إدارة بايدن أنها محظورات على “إسرائيل” عدم تجاوزها لم تمنع العدو من إحراق خيام النازحين برفح بقنابل أميركية لتأكيد الشراكة الإرهابية.
لم تكن يوماً القوانين الدولية إلا منصة للسهام الأميركية تطلقها صوب أعداء مشيئتها العدوانية، وتطبق فقط على من تعاديهم واشنطن، فإن غردت هذه المنظمات خارج سرب الطاعة الأميركية تصبح عدوة، وإلا فما معنى التلويح من قبل غلاة الإرهاب بإدارة بايدن باستخدام قانون “غزو لاهاي” في حال استصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو وقائد جيش إرهابه.
فاجعة تلو أخرى ومجزرة تتبعها مجازر والعالم الإنساني من هول صدمة الوحشية فاغر فم الذهول والتضامن الوجداني حبل يطوق عنق المجرم فتنقذه أميركا بفيتو يشرعن الفظائع الوحشية وبإلقاء القرارات الدولية في سلة مهملات البيت الأبيض.
رغم ذلك ستعرف الجراح النازفة في غزة كيف تثأر لدمائها، وسينتصر الحق المدمى على الجزارين لو بعد حين وإن غُيب القانون الدولي وغاص سيف التواطؤ الأميركي عميقاً في جسد فلسطين.
السابق
التالي