لا نقول بداية إننا نطمح إلى احتفالية كروية مشابهة لتتويج كريستانيو مؤخراً، ولو أن من حقنا أن نطمح إلى ذلك ونستمتع ونفخر به، والأدق نستفيد منه، ومن شاهد الوحدة والفتوة في نهاية كأس الجمهورية والظن أن الجميع فعل ذلك ولكنه شاهد مباراة ولم يشاهد احتفالية كما يليق بهذه المناسبة أن تكون لأسباب لا تحصى.
كان على اتحاد كرة القدم استغلال هذه المناسبة، فالملعب لأول مرة منذ سنوات طويلة كان مملوءاً عن آخره، وللمرة الأولى أيضاً وصلنا إلى لحظات كنا على وشك نسيانها حين يملأ الجمهور الملعب قبل ساعتين من انطلاق المباراة.
وكان من البديهي لمن يحسن التصرف استغلال هذه المناسبة من خلال إقامة حفل جماهيري بدعوة أحد المطربين أو عرض لإحدى الفرق الموسيقية ولاسيما أن حضور الجماهير لم يعد يقتصر فقط على الرجال فقد تعدى ذلك إلى النساء والأطفال، وكم كانت أفكار كهذه ستعود بالفائدة على الأندية واتحاد كرة القدم مالياً.
لم نشاهد خلال الاحتفالية المنقوصة أي إعلان لأي نشاط اقتصادي ولا حتى أي فعالية، رغم أنه من المعروف أن الحضور الأكبر لن يكون في الملعب فقط بل الجميع يتابعون عبر منصات التواصل الاجتماعي أو القنوات الناقلة، و الجميع بخلاف الموجودين في الملعب ستكون عينه على الإعلان خلال الاستراحات، ولكن أين الإعلان في ملعب غير مجهز له ولا لغيره؟
احتفاليات كهذه تستغلها كبرى الأندية والفيفا لإيصال رسالة، نصف نهائي كأس العالم شهد الترويج لرسالة مفادها أن الأطفال بحاجة إلى ممارسة 60 دقيقة من التمارين يومياً لينعموا بحياة صحية، وذلك من خلال استعراضات أقيمت بين شوطي المباريات وشارك فيها المغني ذي ماد ستانتمان من فرقة Reel to، وكم رسالة نحن بحاجة إلى تمريرها من خلال أحداث كهذه.
ناهيك عن التنظيم إذ يجب أن يكون التنظيم على أعلى مستوى، وأن تكون هنالك قرارات صارمة بعدم نزول أي مشجع إلى الملعب بعد المباراة، وهذا ما شاهدناه للأسف في نهائي كأس الجمهورية، فالمشجعون اقتحموا أرض الملعب، ولم نعد نستطيع مشاهدة الكأس والتتويج.
بقي أن نقول: إن الإيجابيات التي كانت حاضرة في النهائي كانت لجمهوري الفريقين اللذين حاول أغلب مشجعيهما لبس لون موحد يرمز إلى الفريق الذي يدعمه والأهازيج التي ظلت مستمرة إلى صافرة النهاية.
السابق
التالي