الثورة – عبير علي:
وضع الفنانون المشاركون في ملتقى “بخاسون” للفن التشكيلي في نسخته الرابعة، لمساتهم الأخيرة على أعمالهم استعداداً لاختتام الملتقى يوم الاثنين 3حزيران، بعد أن احتفى بهم الملتقى عبر منحهم مساحة للإبداع، وفرصة للتواصل مع الأقران والجمهور في أحضان طبيعة خلابة، هي قرية بخاسون الوادعة والواقعة على بعد 35كم عن مدينة اللاذقية، بعد أن تناغمت لوحاتهم في الملتقى الذي حمل اسم القرية، لتعكس ألق وسحر المكان والطبيعة التي كانت الملهمة الحقيقية لهم.
– وحي الطبيعة..
عرَّاب ملتقى “بخاسون” للفن التشكيلي الفنان علي مقوص الذي صور بريشته ثلاث لوحات فنية تشكيلية، من وحي طبيعة القرية الخلابة أشار في حديث لصحيفة الثورة أن الملتقى ضمّ هذا العام سبعة من الفنانين التشكيليين السوريين المتميّزين، أنجز كل فنان عملين أو ثلاثة تمثل تجربته ومدرسته ومنهج تفكيره، وحسب تقنياته الخاصة وعلاقته بسطح اللوحة، ليترك كل فنان بصمته الخاصة التي تعكس جمال عمله الفني.
الفنان مقوص رأى أن أهمية العمل الجماعي في الملتقى، تكمن في تلاقي الفنانين وتقاطع تجاربهم وأفكارهم بحكم اللقاء اليومي الذي يجمعهم، حيث نفذوا لوحاتهم بالألوان الزيتية والأكريليك، باستثناء الفنانة “هالة مهايني” التي رسمت بالألوان المائية والكرتون.
بينما تميزت الفنانة “نهلة هلال” بتقنية مختلفة عن الألوان وهي لوحات على رقائق النحاس.
وبيّن الفنان مقوص أن الزائرين بدؤوا بالتوافد من يوم الجمعة إلى الملتقى، للاطلاع على الأعمال المنجزة واللقاء بالفنانين، وسيتم في نهايته إقامة معرض، بالإضافة إلى تكريم الفنانة التشكيلية صاحبة الخبرة والإبداع لأكثر من 70عاماً ألين جوفروا.
– تقنيات مختلفة
الفنان التشكيلي الدكتور علي سليمان اعتبر أن الملتقى من الظواهر البديعة والجميلة في هذا العصر، الذي ضم مجموعة من الفنانين لم يلتقوا منذ20 أو30 أو 40 عاماً ومن جيل واحد وباتجاهات مختلفة من الفن، فهذه مهمة رائعة إنسانياً وفنياً، كون كل فنان يستخدم تقنيات مختلفة، وله شخصيته المتميزة التي بناها خلال فترة زمنية طويلة من عمره.
وأعرب الدكتور سليمان عن ذلك بالقول: “حين تحضر ملتقى تشرف عليه مؤسسة ضخمة في أوروبا أو ألمانيا أو أي دولة أخرى، وتحضر ملتقى في بلدك بنفس المستوى أو أعلى قليلاً، ومن دون مبالغة تشعر بالاعتزاز، ونحن فخورون جداً، بهذا العمل والإنجاز الذي عموده الإنسان الذي يشرف عليه إنسان بجمالية المكان الأستاذ “اسكندر شعبان” الذي يتبنى مشروع ضخم ومكلف جدا وهو عمل يحتاج إلى دراية وإدارة متميزة بمنطقة تعتبر الأكثر جمالاً من كل بقاع الأرض، هذا يجعلنا فخورين به وبعمله. موجها الشكر والتقدير لكل من ساعد في إنجاز هذا الملتقى.
فسحة للتأمل
“اسكندر شعبان” المشرف والمنظم لملتقى “بخاسون” وللعام الرابع على التوالي، أكد أن الهدف من الملتقى التعريف بالمنطقة وتسليط الضوء على جغرافيتها والمناطق الأثرية الموجودة، فيها إضافة إلى كونه فسحة للتأمل والتعبير عن الأمل، وتبادل الخبرات والترفيه الذي يعيد الاعتبار للوحة، من خلال ترجمة كل واحدة منها للمشاعر الخاصة للفنان تجاه المشهد الطبيعي الممتد في فضاء الكون.
ومن الفنانين المشاركين هذا العام في الملتقى الذي بدأ 27 أيار “عبد الله مراد، خليل عكاري، الدكتور علي سليمان، علي مقوّص، يعقوب إبراهيم، هالة مهايني، نهلة هلال”
ولاحقاً انضم إلى كوكبة الفنانين الفنانة الشابة حنان مقوص وأنجزت لوحة زيتية رائعة.
الملتقى هو فرصة لجذب السياح والزوار، والتعرف على طبيعة المنطقة الخلابة، والتذوق الفني الإبداعي وتسليط الضوء على مسيرة الفنانين المشاركين، وأعمالهم التي تشكل إرثاً فنياً سورياً، يوثق بالريشة خصوصية المناطق السورية