الدكتور زعرور لـ”الثورة”: خطوة في سياق إقامة نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وتوازناً ومساواة واحتراماً لسيادة الدول
الثورة – لقاء عبد الحميد غانم:
أعرب الباحث الدكتور إبراهيم زعرور أستاذ التاريخ بجامعة دمشق عن اعتقاده أنه من الضرورة بمكان أن تذهب سورية والعرب للبحث عن بدائل في العلاقات الدولية الاستراتيجية والمنتدى العربي-الصيني باعتباره المجال الحيوي المناسب لسورية والعرب في ظل الاختلال الواسع في العلاقات الدولية المنحازة للكيان الصهيوني منذ قيام الكيان المحتل، حيث هيمنة الولايات المتحدة الأميركية والغرب على الوضع الدولي، وخاصة بعد نهاية الحرب الباردة وإسقاط الاتحاد السوفييتي واحتلال أفغانستان والعراق وتطبيق سياسة أميركا والغرب بما سموه زوراً وبهتاناً “الربيع العربي”.. وهو نهج جديد في سياساتهم لمزيد من الهيمنة ونهب الثروات واختراق سيادة الدول وخلق الفوضى والاضطرابات بقصد تمزيق المجتمعات على أسس دينية وعرقية ومذهبية وطائفية، وفرض الحصار والعقوبات خارج الشرعية الدولية والقانون الدولي فدمرت ليبيا واليمن وسورية في حرب غير مسبوقة في التاريخ منذ عام ٢٠١١ ولليوم يستمر احتلا ل أميركي وصهيوني وتركي للأراضي السورية ونهب وسرقة ثرواتها ومحاولة تحويل الدولة السورية لدولة فاشلة وتفتيتها على حالة من التمزق الاجتماعي وتدمير اقتصادها وخلق حالة من الاقتتال المتوحش لتأمين واستمرار مصالح أميركا والغرب وحماية الكيان الصهيوني والحفاظ على أمنه.
ونوه زعرور بأن هذا كان واضحاً منذ طوفان الأقصى إلى اليوم، وظل وجود دول صاعدة مثل الصين وروسيا ودول البريكس ومجموعة آسيان وشنغهاي وسواها من التكتلات السياسية والاقتصادية، وبالمقابل نلاحظ إخفاق سياسة أميركا والغرب بعد حرب أوكرانيا ومحاربة روسيا من خلال إطالة أمد الحرب، بالإضافة إلى الأزمات التي عصفت بأميركا وأوروبا بعد الانتخابات الأميركية الأخيرة والصراع الدائر اليوم داخل أميركا، حيث تظهر الأهمية الاستراتيجية للعلاقات السورية-الصينية وأيضاً العربية والتحول شرقاً بقصد إسقاط الهيمنة الأميركية.
وأشار زعرور إلى أن ما نراه اليوم من التعاطف الشعبي والواسع مع الشعب الفلسطيني وتحول الرأي العام العالمي باتجاه فلسطين وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني فضح التوحش الأميركي-الغربي-الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزه وفلسطين وحصار سورية وفرض العقوبات السياسية والاقتصادية بعيداً عن الشرعية الدولية.
وبين الباحث زعرور، لذلك سورية بادرت بإقامة علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا وإيران وجنوب إفريقيا والهند ودول أميركا اللاتينية وإفريقيا وسواها، فالمنتدى السوري-العربي-الصيني من الضرورة بمكان وتفعيل العلاقات بمداها الواسع والعميق وهذه القضايا وسواها في صلب حوار ونقاش واتفاقيات تنجم عنه وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية وكسر الحصار والعقوبات وسواها، ولعل هذا هو الخيار الوحيد الذي يستجيب لمصالح سورية والصين والعرب والدول التي تسير بهذا الركب، أي البحث عن إقامة نظام عالمي جديد أكثر عدلاً وتوازناً ومساواة واحتراماً لسيادة الدول بعيداً عن الهيمنة الأميركية والغربية والصهيونية.
وأكد زعرور أن سورية كغيرها من دول العالم تبحث عن مصالحها متمسكة بحقوقها وهويتها الوطنية العربية ومستندة إلى تاريخ حضاري وفكري وثقافي مؤثر في العلاقات الإنسانية عبر مراحل التاريخ ولليوم.