الخبير السياسي والاقتصادي الدكتور سلمان لـ”الثورة”: الصين حليف استراتيجي للعرب ودعم قضايانا راسخ في مواقفها

الثورة – حوار لميس عودة:

أكد الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي أ.د. حيان سلمان أن العلاقات العربية-الصينية ليست حديثة العهد، بل غارزة جذورها في عمق التاريخ، فقدمها قدم تاريخ طريق الحرير وإن كانت اليوم تشهد ازدهاراً وتعاوناً في مجالات عديدة ثقافية واقتصادية وأيضاً سياسية نظراً لمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية المحقة وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة، القضية الفلسطينية.

وأضاف: إن انعقاد منتدى التعاون العربي الصيني الذي أنهى أعماله نهاية أيار العام الحالي تجسيد للتعاون وبلورة للرؤى المشتركة وخطوة جديدة لتمتين وتوسيع آفاق التعاون بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية، بما ينعكس بالفائدة الكبيرة المرجوة والمنفعة المتبادلة على الشعوب العربية والشعب الصيني.

ونوه الدكتور سلمان في حديثه لـ”الثورة” بإشادة الرئيس الصيني في كلمته الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي-الصيني بالعلاقات الصينية العربية-الصينية وتثمينه للروابط التاريخية والألفة التي تجمع بين الصين والعرب منذ أيام طريق الحرير، بقوله “كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم”.

وأوضح الدكتور سلمان أن الصين  دعت وتدعو لدعم القضايا العربية والتحرير الكامل للجولان السوري المحتل والتمسك بالشرعية الدولية، لافتاً إلى أن السيد الرئيس  بشار الأسد أكد  خلال زيارته للصين عام 2023 أن “الصين تتحدث عن مبدأ وليس عن الهيمنة”.

وتابع د. سلمان: إنه وانطلاقاً من الرغبة بتعزيز أواصر الصداقة وتمتين سبل التعاون المشترك البناء بين سورية والصين بما يحقق تنمية مستدامة فإن سورية انضمت رسمياً إلى مبادرة ( الحزام والطريق) في شهر كانون الثاني سنة 2022 لتصبح دولة شريكة في المبادرة.

وفي ما يتعلق بمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية والحقوق العربية المشروعة أكد د. سلمان أن مواقف الصين الداعمة للحقوق العربية واضحة وثابتة تجلت في العديد من المواقف، وقد أكد عليها الرئيس الصيني وعن التزام الصين بها في كلمته الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي-الصيني، إذ جدد دعم بكين للقضايا العربية وقضيتها المركزية فلسطين والدعوة للاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة التي اعترفت بها حتى تاريخه  148 من 196 دولة، أي بنسبة 76% من دول العالم رغم الفيتو الأميركي بهذا الخصوص.

وتابع د. سلمان بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار إلى أهمية  منطقتنا  بقوله”الشرق الأوسط يتمتع بآفاق واسعة للتنمية، وفي الوقت الذي تستعر فيه الحرب وتتسبب في معاناة هائلة، لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد، “ودعا لعقد مؤتمر سلام دولي واسع، وطالب بإنهاء الحرب المتواصلة على قطاع غزة، متعهداً بتقديم 69 مليون دولار لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع، و3 ملايين دولار لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا  مجدداً موقف الصين الداعم بقوة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة.

وأشار د. سلمان  إلى أن بكين تدعو إلى تعميق الحوار الصيني-العربي من خلال تفعيل طريق الحرير والحزام والطريق والتعاون الفني والتقني والتعاون الثقافي التربوي وتفعيل الذكاء الصناعي وترسيخ الاستثمارات على مبدأ رابح – رابح ..الخ، وحتى نهاية سنة 2023 تجاوزت الاستثمارات الصينية في المنطقة العربية 250 مليار دولار وحجم التبادل التجاري تجاوز 500 مليار دولار، كما تتوجه الصين حالياً لتطوير علاقاتها العربية وفقاً لمبادرة الرئيس الصيني “رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية”، وإن الصين ستستضيف القمة العربية-الصينية الثانية سنة 2026 والقمة الأولى عقدت سنة 2022 في السعودية، ويمكن للعرب جميعاً الاستفادة من المعادلات الخمس التي حددتها القيادة الصينية في المنتدى وهي: تشجيع الابتكار – تفعيل التعاون الاستثماري والمالي والمصرفي – التعاون الاقتصادي والتجاري السلعي والإلكتروني – التعاون في مجال الطاقة ودعم  مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية بقدرة إجمالية مركبة تتجاوز  3  ملايين كيلو وات…الخ – التعاون الثقافي والشعبي.

كما أقرت الصين دعوة 200 باحث عربي سنوياً من الأحزاب السياسية العربية وتبرعت لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وقدمت مساعدة لإعادة الإعمار في فلسطين بقيمة 420 مليون دولار .

وختم د. سلمان أنه من خلال كل ذلك عبرت الصين عن مواقفها الداعمة للعرب وقضاياهم المحقة، مشدداً على أننا لا ننسى موقفها الداعم لسورية في مواجهة الإرهاب ودعم المسيرة التنموية السورية والمساهمة في إعادة الإعمار والبناء.