الظروف المحيطة بالمباراة التي ستجمع منتخبنا ونظيره الكوري الشمالي لحساب التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦ وكأس آسيا ٢٠٢٧ وما سبق المواجهة المذكورة من اعتذرات لبعض اللاعبين ومن قبلها التعادل المحبط أمام منتخب ميانمار جعلت من اللقاء مفصلياً إلى حدٍ كبير وأعطت المنتخب الكوري الشمالي فرصة لالتقاط أنفاسه وبالتالي محاولة خطف إحدى البطاقتين المؤهلتين عن المجموعة بعدما كانت آمال هذا المنتخب المنافس شبه منتهية نتيجة خسارته أمام رجال كرتنا ذهاباً ونتيجة تقرير خسارته أمام المنتخب الياباني قانوناً ومنعه من اللعب على أرضه.
في الحقيقة فإن المفارقة تبدو في تعاطي كل جانب مع الموقف، فبعدما ضغط اتحاد كرتنا لتحقيق مبدأ العدالة وتجنب اللعب في العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ(كما حدث مع منتخب اليابان) متصدر مجموعة منتخبنا، عمل الجانب الكوري الشمالي على نقل المباراة إلى دولة لاوس ليتسبب ذلك بمعاناة كبيرة لمنتخبنا الذي سيسافر لساعات طويلة، لكن المشكلة بالنسبة لمنتخبنا تكمن في عدم شعور بعض اللاعبين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وعدم استيعابهم قيمة تمثيل المنتخب وإلا ما تكررت اعتذاراتهم غير المفهومة عن التواجد في صفوف رجال كرتنا في عدة مناسبات.
ننتظر ونأمل ولدينا الثقة بنجاح رجال كرتنا في تحقيق نتيجة إيجابية تمنحنا إحدى بطاقتي التأهل إلى كأس آسيا وإلى الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، ولكن بكل صراحة فإن مسألة مراعاة فلان أو غيره لن تكون مقبولة أو مبررة ومفهومة في حال التعثر أمام كوريا الشمالية (وهو ما لا نتمناه) ولا سيما أن أحداً لا يستطيع لوم اتحاد كرة القدم في أي جانب يخص المنتخب ولا أحد أيضاً يستطيع لوم مدرب المنتخب هيكتور كوبر على خياراته ولكن سيكون بإمكان الجميع توجيه لوم لأي لاعب معتذر من دون سبب مقنع ليوصف بالمتخاذل.