من مشروب الجنّ إلى حمقى الفضاء الأزرق.. هكذا تستباح العقول

الثورة- ديب علي حسن:
لم يكن العقل البشري في يوم من الأيام بحال أسوأ مما هو عليه الآن فاعلاً ومنفعلاً سالباً ومستلباً..
حروب غزو العقول لم تتوقف أبداً، ولكل عصر أدواته وأساليبه.
اليوم نشير إلى بعض المحطات التي توقف عندها كتاب الإقناع المظلم.. تاريخ غسل الأدمغة من بافلوف إلى وسائل التواصل الاجتماعي تأليف جويل اي ديمسديل.. ترجمته إلى العربية دكتورة أماني العيد وصدر عن الهيئة العامة للكتاب.
الأطفال ضحايا
الأطفال والمراهقون معرضون بشكل خاص لنمذجة سلوكياتهم على ما يرونه في وسائل الإعلام هناك حوادث مفجعة حيث مات أولاد صغار أثناء محاولتهم تقليد سوبر مان بالقفز من النافذة، لكن البالغين أيضاً حساسون للنمذجة الاجتماعية.
فعندما قتل الممثل روبن وليامز نفسه زادت الوفيات الناجمة عن الانتحار في الشهر التالي وتضاعفت المكالمات إلى الخط الوطني لمنع الانتحار ثلاث مرات تقريباً خلال الفترة نفسها، وبالمثل يثير الأنترنت سلوكيات مقلدة تكون أحياناً مميتة.
ويرى أن سرعة الأنترنت ومجهوليته أمران مسكران، وتجدر الإشارة إلى أن الثقافات عموماً لا حول لها ولا قوة ضد المسكرات الجديدة، يستغرق الأمر أجيالاً قبل أن تبدأ الأعراف الثقافية في تشكيل كيفية تعاملنا مع مثل هذه المسكرات.
وحسب المقارنة يقدم جنون مشروب الجن في القرن السابع عشر مثالاً حياً على هذا عندما انتقل ويليام أوف أورانج من هولندا ليصبح ملك إنجلترا في عام ١٦٨٩ أصبح الجن شائعاً جداً لدرجة أن متوسط استهلاك الفرد ارتفع إلى عشر ليترات سنوياً، للمقارنة يبلغ الاستهلاك السنوي الحالي للفرد في الولايات المتحدة ٠_٢١ ليتراً، كان الاستهلاك المفرط للجن مدمراً لأنه أدى إلى السكر العام والجريمة وهجر الأطفال وسوء التغذية، استغرق الأمر ستين عاماً للسيطرة على جنون مشروب الجن بفرض سلسلة من الضرائب والتراخيص.
وبالمثل فإننا نكافح مع القيادة تحت تأثير الكحول منذ زمن اختراع السيارات، حتى بعد قرن من القوانين والمعايير والتعليم لا تزال القيادة تحت تأثير الكحول مشكلة كبيرة.
بالنظر إلى أننا نحارب القيادة في حالة السكر لأكثر من مئة عام ما مدى ثقتنا في أن وسائل التواصل الاجتماعي سيتم كبحها كأداة مسكرة لتعزيز الإقناع القسري.؟
مادة جديدة
وسائل التواصل الاجتماعي هي مادة جديدة تسترعي الانتباه، وهناك قلق عالمي بشأن طبيعتها التي تسبب الإدمان، يمكن لشخص ما أن ينشر قصة ملتهبة وفي مكان ما هناك شخص آخر يصدق المنشور ويقرر اتخاذ إجراء معين.
لا نعرف ما إذا كنا سنطلق على هؤلاء الأشخاص تسميات مثل حمقى أو غير مستقرين لكنهم بالتأكيد ليسوا غير مألوفين أظهرت الدراسات أن ٥٠ إلى٧٥ في المئة من البالغين الأمريكيين يعدون عناوين الأخبار الزائفة موثوقة.
درست إحدى مجموعات العلماء نحو ١٢٦٠٠ قصة أخبارية على منصة تويتر ووجدت أن الأخبار الكاذبة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع من القصص الحقيقية، كانت الأخبار المزيفة أكثر إثارة لأنها بدت جديدة وأثارت مشاعر الخوف والاشمئزاز أو المفاجأة، إن نشر مثل هذه الأخبار زائف ومخادع بالتأكيد لكن هل هو مقنع.
وهنا علينا أن نشير إلى أن مؤلف الكتاب ليس محايداً إذ تجاهل دور جون ديوي وسكنر الأمريكيان في تطوير أساليب العقول ولنا عودة إليها.

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض