الثورة – دمشق – جاك وهبه:
في تصريح له، أعلن رئيس الهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد نواف الطعاني عن نية الهيئة بذل قصارى جهدها لدعم سورية في مجال الطاقة المتجددة، وأوضح أن الهيئة تسعى إلى تأسيس مكتب إقليمي لها في سورية، معرباً عن أمله في أن يتم توقيع مرسوم التأسيس قريباً.
وتأتي هذه الخطوة، في وقت يحتاج فيه قطاع الكهرباء في سورية إلى أكثر من 30 ميغاواط لتلبية احتياجات القطاعات الزراعية والنقل والخدمات، بالإضافة إلى إعادة إعمار البنية التحتية للكهرباء التي تضررت جراء الحرب الكونية على سورية.
كلام الطعاني جاء في كلمة له، خلال افتتاح فعاليات مؤتمر الاستثمار الثاني للطاقات المتجددة التي انطلقت يوم أمس الأربعاء في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق تحت عنوان “الاستثمار في الطاقات المتجددة والكهرباء محرك التنمية المستدامة في سورية” بمشاركة عشرات الشركات والمهتمين والمختصين بالشأن الطاقي.
أحد خبراء الطاقة، بين في تصريح خاص لصحيفة الثورة، أن وجود مكتب إقليمي للهيئة العربية للطاقة المتجددة يمكن أن يوفر الدعم الفني والتقني اللازمين لإعادة تأهيل شبكات الكهرباء في سورية، وبالتالي تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية، كما أن تركيز الهيئة على الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد سورية على استغلال مواردها الطبيعية بكفاءة أكبر، ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، ما يخفض تكاليف الإنتاج على المدى الطويل ويحسن البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الضارة، كما أن تلبية احتياجات الكهرباء للقطاعات الزراعية والنقل والخدمات سيسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، فالكهرباء هي عصب الحياة اليومية، وبدونها لا يمكن تحقيق إنتاجية فعالة في هذه القطاعات.
وأضاف إن إنشاء مشاريع جديدة في مجال الطاقة المتجددة سيوفر فرص عمل جديدة، حيث إن تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة يتطلب عمالة كبيرة، بدءاً من التصميم والتخطيط وحتى البناء والتشغيل، وهذه المشاريع ستساهم في تقليل معدلات البطالة المرتفعة في سورية، وتحسين الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر السورية.
ويبين الخبير في شؤون الطاقة، أن تعزيز استخدام الطاقة المتجددة يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، فالاستثمار في الطاقة المتجددة يضمن توفير الطاقة للأجيال القادمة بشكل مستدام وصديق للبيئة، كما يعزز التنمية المستدامة من خلال تقليل التأثير البيئي السلبي، وتحسين جودة الحياة من خلال توفير طاقة نظيفة ومتجددة.
ولفت إلى أن تأسيس المكتب الإقليمي في سورية يعكس التزام الهيئة العربية للطاقة المتجددة بالتعاون الإقليمي وتقديم الدعم للدول الأعضاء، وهذا يعزز العلاقات بين سورية والدول العربية الأخرى، ويسهم في بناء شبكة من التعاون الإقليمي في مجال الطاقة المتجددة، ما يمكن أن يؤدي إلى تبادل الخبرات والتكنولوجيا بين الدول الأعضاء.
يذكر أن مؤتمر الاستثمار الثاني في قطاع الكهرباء يسلط الضوء على الإجراءات والخطط والتوجهات الحكومية الهادفة إلى تطوير قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة وتشجيع الاستثمار الخاص في هذا المجال، وتبادل الخبرات والأفكار بين مختلف الأطراف المعنية من القطاعين الحكومي والخاص، والعمل على تذليل الصعوبات والمعوقات التي تحد من دخول القطاع الخاص في إقامة مشاريع لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقات المتجددة، إضافة إلى عرض التجارب الناجحة المنفذة من قبل بعض المنظمات الدولية والإقليمية وشركات القطاع الخاص في مجال الاستفادة من تطبيقات الطاقات المتجددة بمختلف القطاعات والتشجيع على تعميمها والتوسع فيها.