قد لا تستطيع أن تقنع الكثيرين أن ساحلنا يعاني من العطش، وذلك لقناعتهم “المدعمة” أنه غني جداً بالينابيع و الأنهار و السدود.
إذا كيف سيكون سكانه عِطاش؟!.
مع بداية كل صيف يتصدر مشهد نقص مياه الشرب وانقطاعها في معظم القرى و الأحياء لمدة زمنية طويلة تتجاوز مدتها في كثير من الأحيان خمسة عشر يوماً.. والحجة التي يتمسك بها المسؤولون والتي لا تغادر لسانهم تتمحور حول نقص مقومات الضخ وأعطال يومية تصيب هذه المخضات إلى جانب التذرع بنقص المحروقات وتقنين الكهرباء!.
على المقلب الآخر نتابع تصريحات هؤلاء المسؤولين وقت الراحة ” الشتاء” بأن الصيف سيكون مستقراً مائياً، ويصدرون “الوعود ” ثم ما يلبثون التراجع عنها واختراع الأسباب والأعذار.
طيب.. في الشتاء تكون وحدات المياه ومحطات الضخ في راحة.. وما أن يأتي الصيف وتشتد الحرارة حتى تتعطل غالبية تلك المحطات، و السؤال:
لماذا لم يتم إجراء الصيانات واستدراك غياب أو فقدان مقومات هذه المحطات، ولماذا يتعطل أغلبها مع بداية الصيف؟!
وحتى لا نتهم بالسلبية و “شلف” الاتهامات نشيد هنا بمؤسسة مياه طرطوس التي أنجزت مشروعين هما الأضخم و الأعقد، و هما خط جر القدموس وخط جر القمصية، وبالتالي انتهاء معاناة القرى العطشى والتي استمرت لعقود من الزمن.
ولكن ما نفع هذه المشاريع الحيوية إذا لم تستطع مؤسسة المياه تشغيلها وتحقيق الفائدة منها لمصلحة هذه القرى التي تعاني من عطش شديد؟.
نعتقد أن هناك حلقة مفقودة.. وعلى مؤسسة المياه البحث عن حلول مستدامة تحقق الاستقرار المائي، خاصة في ظل ظروف صعبة من الناحية المادية للمواطن.. فهو غير قادر على شراء خزان مياه سعة 10 براميل ب 150 ألف ليرة!.

السابق