برز في الحرب على غزة مصطلح الإجهاز على جنود الاحتلال من مسافة صفر، ولعل هذا المصطلح هو الأكثر إيلاماً في قاموس جيش احتلال لم يعتد على مواجهة مقاومين من هذه المسافة المرعبة، والتي كلما واجهها الاحتلال يصدر بياناً يصفه بالحدث الصعب كما حصل في أكثر من مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.
قتل جنود إسرائيليون من مسافة الصفر في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع لن يكون الحدث الصعب الأخير الذي تبثه قنوات إعلام جيش الاحتلال، وستكون هناك مواجهات أخرى من هذه المسافة أو ربما من مسافة تحت الصفر سيتجمد معها قلوب جنود احتلال هم ليسوا على أرضهم، بل مخربون تائهون في شوارع أبناء فلسطين.
معركة الاحتلال في عدوانه ضد غزة وسكانها خاسرة، وفي جميع الأعراف العسكرية، ولمن لا يعلم فإن الإجهاز على جنود ومدرعات من مسافة صفر مرات عديدة يعني أن خصمك مهزوم وضائع ولا يعلم على أي أرض يقف، وميزانه العسكري صفر.
ومع ذلك يمضي رئيس وزراء الاحتلال في الحرب على غزة وأطفالها والمدنيين فيها دون رادع، يدمر البنيان ويقتل الأبرياء، مكسوراً أما عسكر المقاومة، وهو بشكل فعلي يضحي بجيش احتلاله من أجل مآربه السياسية وهذا ما يجب أن يعيه الجميع في الكيان المهزوم، وإلا ستبقى المعادلة من مسافة صفر قوية وسائدة، وبيانات الأحداث الصعبة تتوالى من إعلام الاحتلال، وعقد نتنياهو لن تنقص بل ستغدو في ازدياد، وربما يواجه جنوده من مسافة صفر، للقضاء عليه، والخروج من رمال غزة المتحركة التي تبتلع دباباتهم وأساطيرهم ودعم الغرب الذي لا حدود له.
منهل إبراهيم