الثورة – أسماء الفريح:
أعلنت السلطات المحلية في سيفاستوبول بجزيرة القرم الروسية اليوم فرض حالة الطوارئ، في أعقاب الهجوم الإرهابي الأوكراني على المدينة الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من مئة وخمسين آخرين بجروح.
وأصدر حاكم مدينة سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف مرسوماً نشر على الموقع الإلكتروني للحكومة, أوردته وكالة سبوتنيك, جاء فيه: “تم فرض حالة الطوارئ على أراضي سيفاستوبول اعتباراً من ال 23 من حزيران 2024 وحتى إشعار آخر”.
وتابع أنه تم فرض حالة الطوارئ بسبب عواقب الاستهداف الأخير الذي قامت به القوات المسلحة الأوكرانية، حيث تم تنفيذ هجوم صاروخي إرهابي متعمد على سيفاستوبول بخمسة صواريخ تكتيكية أميركية من طراز ATACMS مزودة برؤوس حربية عنقودية.
وأشار إلى أنه خلال اعتراض الدفاعات الجوية الروسية للصواريخ انفجر أحدها في الجو ما أدى إلى تناثر الشظايا التي سقطت على المدنيين في سيفاستوبول.
من جانبه, شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اليوم على أن الهجوم الصاروخي الأوكراني على القرم “همجي” مؤكداً أن موسكو على دراية بمن يقف وراء هذا العمل الإجرامي.
و رداً على سؤال عما إذا كان الكرملين يتفق مع الرأي القائل، بأن الهجوم الصاروخي على شبه جزيرة القرم والهجوم الإرهابي في داغستان هما حدثان من سلسلة واحدة, قال بيسكوف للصحفيين: “في الوقت الحالي، لا أستطيع أن أقول أي شيء عن ذلك.. هناك هيئات تحقيق ستقوم بعملها، وبعد ذلك سيكون من الممكن استخلاص بعض الاستنتاجات، سواء أكانت هذه سلسلة واحدة “من الأحداث” أم لا.. ونحن نرى هجوماً صاروخياً همجياً تماماً، في شبه جزيرة القرم”.
وفي السياق, أعلنت الخارجية الروسية اليوم استدعاء السفيرة الأميركية في موسكو، لين تريسي، إلى مقر الوزارة. مشيرة إلى أنه تم التأكيد خلال المحادثة على أن الولايات المتحدة، التي تشن حربًا هجينة ضد روسيا، أصبحت بالفعل طرفًا في الصراع، ,وهي تزود القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة, ويتم تنفيذ هذه المهمات من قبل متخصصين عسكريين أميركيين، يتحملون مسؤولية متساوية مع نظام كييف عن هذه الفظائع.
هذا وقالت الدفاع الروسية في بيان لها أمس إن الولايات المتحدة، إلى جانب السلطات الأوكرانية، مسؤولة عن الضربة الصاروخية المخطط لها والتي نفذتها قوات كييف على سيفاستوبول مشددة على أن مثل هذه الهجمات لن تبقى دون رد.
وأضافت: لقد “نفذ نظام كييف هجوماً إرهابياً على البنية التحتية المدنية في سيفاستوبول عبر صواريخ من طراز ATACMS ما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين بين المدنيين ” موضحة أنه يتم تنفيذ عملية الاستهداف من قبل متخصصين أميركيين بناءً على بيانات استخبارات الأقمار الصناعية الأميركية الخاصة بهم.
وتابعت أنه “وفقاً لذلك فإن المسؤولية عن الهجوم الصاروخي المتعمد على المدنيين في سيفاستوبول تقع في المقام الأول على عاتق واشنطن، التي نقلت هذا السلاح إلى أوكرانيا، وأيضاً نظام كييف الذي نفذ هذه الضربة من أراضيه”.
بدورها, دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى إدانة العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف على سيفاستوبول ، وراح ضحيته عدد من المدنيين.
واستنكرت زاخاروفا عبر قناتها على “تلغرام” تصريح الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإرهابي، الذي لم يتضمن أي إدانة صريحة لنظام كييف، وقالت” يبدو هذا بمثابة اعتراف بعدم الأهمية أكثر من كونه تعليقًا على المأساة”.
من ناحيتها, أدانت عضو الكونغرس الأميركي مارغوري تيلور غرين استهداف القوات الأوكرانية مدينة سيفاستوبول داعية مواطنيها إلى تخيل وضع افتراضي، قصف روسيا شاطئ فلوريدا بصواريخ عنقودية موجهة.
وكتبت غرين على منصة “إكس”: “لا يجوز أن يحدث ذلك.. تخيلوا أن روسيا تقصف شاطئ فلوريدا بصواريخ عنقودية موجهة عبر الأقمار الصناعية”، مشددة على أن الحدود الوحيدة التي يجب أن يحميها العسكريون الأميركيون هي حدود الولايات المتحدة نفسها.