الثورة – يمن سليمان عباس:
سؤال يطرحه الكثيرون.. هل يشكل الأطفال صداقات، وإذا ما فعلوا كيف تكون ومن يجب أن يختار لهم أصدقاءهم وكيف؟.
صداقات الأطفال هي الأكثر براءة، لأنها لا تقوم على مصلحة، بل حاجة اجتماعية تربوية تستمر مع الطفل طويلاً إلى أن يشكل صداقات جديدة أو تبقى هي .
من هنا علينا أن نلم بعوالم أطفالنا، ونعمل على أن نكون معهم نساعدهم في التوجه والاختيار الصحيح، هذا ما يناقشه ويطرحه كتاب “ثقة الطفل: ساعد طفلك على تكوين صداقات وبناء القدرة على الصمود والتكيف وتنمية تقدير الذات الحقيقي”، من تأليف الدكتورة إيلين كينيدي مور..
هو مرجع للآباء الذين يسعون لتعزيز ثقة أطفالهم بأنفسهم ومهاراتهم الاجتماعية، يتناول هذا الكتاب تعقيدات نمو الأطفال، ويقدم دليلاً شاملاً لتعزيز الثقة والمرونة في العقول الصغيرة.
تؤكد الدكتورة كينيدي مور على أهمية التقدير الذاتي الحقيقي، مميزةً إياه عن الثناء السطحي والمجاملات غير المستحقة، تجادل أن التقدير الذاتي الحقيقي ينبع من إحساس الطفل بالكفاءة والارتباط، والذي يتكون من خلال تجارب وعلاقات ذات معنى. يقدم الكتاب نصائح عملية حول كيفية خلق بيئات تشجع الأطفال على المخاطرة، وارتكاب الأخطاء، والتعلم منها، وكل ذلك ضروري لبناء القدرة على الصمود.. ومن أبرز ميزات “ثقة الطفل” هي تركيزه على الجوانب الاجتماعية لنمو الأطفال.
تقدم الدكتورة كينيدي مور استراتيجيات للآباء لمساعدة أطفالهم على تطوير صداقات قوية وصحية. تستكشف ديناميكيات العلاقات بين الأقران، مقدمةً نصائح حول كيفية التعامل مع التحديات الاجتماعية الشائعة مثل الاستبعاد، والتنمر، وضغط الأقران، من خلال أمثلة ذات صلة ونصائح قابلة للتنفيذ، يتعلم الآباء كيفية توجيه أطفالهم في تطوير التعاطف، ومهارات التواصل، والقدرة على حل النزاعات بطرق بناءة.. ويقف أيضاً عند التحديات العاطفية التي يواجهها الأطفال، معلماً الآباء كيفية دعم أطفالهم في إدارة القلق والتعامل مع التوتر.
وتسلط الضوء على أهمية الذكاء العاطفي وتوفر أدوات للآباء لمساعدة أطفالهم في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها بطرق صحية، من خلال تعزيز المرونة العاطفية، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على التنقل في تقلبات الحياة بسهولة وثقة أكبر.
“ثقة الطفل” ليس مجرد استكشاف نظري لعلم نفس الأطفال، بل هو دليل عملي مليء بالتمارين، ومحاورات بدء المحادثات، والسيناريوهات الواقعية التي يمكن للآباء استخدامها للتفاعل مع أطفالهم. كتابة الدكتورة كينيدي مور تتسم بالتعاطف والعملية، مما يجعل المفاهيم النفسية المعقدة في متناول اليد وقابلة للتنفيذ في الحياة اليومية.
أطفال اليوم رجال الغد فلنحسن التربية والتوجيه والاختيار لنضمن بناء غدنا.