في احدى المقابلات التلفزيونية تم توجيه سؤال اعتيادي حول الصعوبات التي تواجه عمل هذه المؤسسة أو تلك فكان الجواب بأن تداخل الأدوار مع مؤسسات أخرى وعدم التنسيق هو السبب.
الجواب ليس بعيداً عن الصحة، فكثير من المؤسسات تتداخل من حيث وظيفتها مع مؤسسات أخرى، وهنا يضيع المجهود الذي تقوم به تلك المؤسسات.
من المعروف أنه في أزمنة الحروب والكوارث تتداخل الاختصاصات بين الأجهزة الحكومية، لكن هذا التداخل لا يعني الفوضى بقدر ما يعني أن تتكاتف جهود وخبرات الجميع لإيجاد الحلول وتخطي العقبات بمعنى أن تزول الخطوط النظرية والعملية بين أدوار المؤسسات، وهذا ما تسعى الحكومة إلى تحقيقه في المرحلة القادمة.
فعلى سبيل المثال مديرية التنمية الريفية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تتشابه من حيث نوعية بعض المشروعات مع هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومع مشروع المرأة الريفية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي تهدف جميعها إلى دعم وتمكين المرأة الريفية، لذلك يجب أن يكون هناك تنسيق بين هذه الجهات للوصول إلى مخرجات تدعم عملية التنمية الشاملة والتي بدورها ستسهم بدعم وتحسين النمو الاقتصادي المحلي.
كل ذلك يقودنا إلى أهمية التخطيط الذي من شأنه أن يصوب المسار والبوصلة ولا ضير أن يكون لهيئة التخطيط والتعاون الدولي دور في الفصل والتداخل بين الاختصاصات كونها راسمة للخطط الاقتصادية والاجتماعية والتنموية من خلال تقديم المقترحات والحلول.
بالتأكيد المرحلة القادمة والتي تحمل الكثير من الاستحقاقات تتطلب رؤية وهيكلية مختلفة للتعاطي مع عمل المؤسسات الحكومية والدور والوظيفة، لذلك نحن بحاجة إلى مقترحات عملية تضع الحلول بعيداً عن التوصيف الذي بات الجميع على دراية كاملة به فهل نسمع الإجابة؟.