الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
انطلقت مناورة حافة المحيط الهادئ التاسعة والعشرين (RIMPAC) التي تقودها الولايات المتحدة، وهي أكبر مناورة عسكرية بحرية دولية في العالم، يوم الخميس الماضي في جزر هاواي وما حولها. وأحد الأنشطة الرئيسية التي سيتم التركيز عليها هذا العام هو تمرين إغراق السفينة يو إس إس تاراوا ، وهي سفينة هجومية برمائية متقاعدة يبلغ وزنها 40 ألف طن.
ويعتقد المحللون أن مناورات RIMPAC تستهدف بشكل واضح الصين، باعتبارها الدولة الوحيدة التي تعتبرها الولايات المتحدة “عدواً” والصين هي التي تدير سفينة هجومية برمائية تزن 40 ألف طن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ . ويشير بعض الخبراء أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها ربما يستعدون للسيناريو المحتمل المتمثل في استخدام البر الرئيسي لمثل هذه السفينة لمهاجمة جزيرة تايوان.
إن اختيار السفينة يو إس إس تاراوا كهدف غرق يعكس قلق الولايات المتحدة وحلفائها بشأن تطور وقوة القوة البحرية الصينية، وخاصة فيما يتعلق بالردع العسكري للبر الرئيسي في جزيرة تايوان. وفي نهاية المطاف، تأمل الولايات المتحدة أن تعمل مرة أخرى على تضخيم خطاب “التهديد الصيني” وتكثيف التوترات الإقليمية من خلال تنظيم مناورات ريمباك، والتي تلعب فيها أميركا دور البطل المطلق.
إن مناورة RIMPAC الحالية تشبه إلى حد كبير عرضاً بحرياً مصمماً بشكل متقن. وإن التأكد من أن كل مشهد صادم بالقدر الكافي ومثير للإعجاب بالدرجة الكافية هو المهمة الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
وتنفق الولايات المتحدة الكثير من الجهود لتنظيم مثل هذا العرض الكبير لمجرد أنها تأمل في إثبات قوتها. ومع ذلك، فإن يو إس إس تاراوا هي سفينة هجومية برمائية خدمت في الولايات المتحدة من عام 1976 إلى عام 2009، ولا يمكن مقارنة هذه السفينة القديمة بالمعدات العسكرية الحديثة. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتجاهل التقدم الذي أحرزته القدرات البحرية الصينية في مجال الدفاع والهجوم المضاد. لذلك، من غير المجدي تماماً أن تحاول واشنطن ردع الصين من خلال هذه التدريبات.
علاوة على ذلك، نظمت الولايات المتحدة مناورات بحرية مشتركة استهدفت الصين عدة مرات لكنها لم ترهب الصين قط. على سبيل المثال، خلال مناورة Valiant Shield 2024 التي نظمتها الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ الهندية هذا الشهر، أرسلت الصين بشكل مباشر ثلاث مدمرات كبيرة من طراز 055 إلى بحر الصين الجنوبي، مما يدل على قوة الصين وتصميمها على الدفاع عن سيادتها الإقليمية.
ومن هنا كشفت المناورات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة عن جوهرها باعتبارها “نمراً من ورق”. وبصرف النظر عن تشجيع نفسها، فإن التدريبات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة قد لا يكون لها أي تأثير آخر.
وقد زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على الصين بشأن القضايا المتعلقة ببحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان من أجل الحفاظ على هيمنتها العالمية. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الدول المشاركة غير راغبة في مواجهة الصين فعلياً على حساب مصالحها الوطنية.
وقال خبير عسكري لصحيفة غلوبال تايمز يوم الخميس الماضي إن الولايات المتحدة تسهل مبيعات الأسلحة إلى ما يسمى بشركائها وحلفائها:” تستهدف الولايات المتحدة الصين من خلال مناورات RIMPAC، لكن معظم الدول المشاركة يتم تملقها فقط من قبل الولايات المتحدة. إن التدريبات لا تمثل سوى مصالح الولايات المتحدة وهي ليست سوى عرض لأسلحة ومعدات الجيش الأمريكي.”
والحقيقة أنه بغض النظر عن مدى الإثارة التي تبدو عليها المناورات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، فمن المستحيل أن تهز إصرار الصين على الدفاع عن مصالحها. ومع ذلك، فإن التأثير الأكثر تدميراً لمناورات ريمباك يكمن في تسميمها للأجواء السلمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لقد كشف هذا مرة أخرى للعالم من هو المحرض الفعلي ومدمر السلام الذي يخلق حلقة مفرغة من التوترات المتصاعدة. فإذا كانت الولايات المتحدة تتصور أن تنظيم “عرض للأسلحة” من شأنه أن يعكر مياه المحيط الهادئ ويعرقل وتيرة التنمية في الصين، فمن المؤكد أنها كانت قد أخطأت في حساباتها.
المصدر – غلوبال تايمز
