الثورة _ فردوس دياب:
العمل اليدوي هو فن استخدام كل حواس الإنسان لإخراج العمل الفني بأبهى صورة، ويكون مهماً جداً للطفل لأنه يستخدم فيه كل حواسه ومخيلته لإخراجه بالشكل الأمثل وبأفضل صورة، ما يؤدي إلى تعزيز مهاراته وقدراته الحسية والبصرية والإدراكية.
تعزيز المهارات
الطفلة زينب خليل الرائدة على مستوى فرع دمشق بتنسيق الورود، وصفت العمل اليدوي بأنه شغف ينبع من داخلها ويشعرها بالفرح والسعادة، مضيفة أن أشغالها اليدوية طورت مهاراتها وقدراتها بشكل كبير كما تعلمت من خلالها تقنيات جديدة وآفاق واسعة في تنسيق الورود بالخامات المختلفة والمتعددة من الورق الملون والإيفا والقماش وبقايا المواد الطبيعية، تنمية القدرات
حول أهمية العمل اليدوي للطفل، التقينا أستاذة التربية الفنية سناء خليل وأوضحت أن للعمل اليدوي فوائد عديدة وكثيرة، لعل أنفعها أن الطفل من خلال التدريب والمحاولة والتجربة وتعدد الأعمال تصبح أنامله الصغيرة قادرة على القيام بالأعمال التي يطلبها منها الكبار، وهذا ما يؤدي إلى تعزيز مهاراته الحسية والفكرية وكذلك تنمية قدراته الجسدية والعضلية ذلك أن أغلب الأطفال لايستطيعون حتى استخدام المبراة بالشكل الأفضل لعدم قيامهم بأي عمل يدوي يساعدهم على تدريب مهاراتهم وتعزيزها بشكل جيد.
وأكدت الأستاذة خليل أن العمل اليدوي يطلق العنان للأفكار الجميلة والابتكارات الهادفة التي تساعد الطفل في أعماله اليومية، لأنه من خلال العمل اليدوي يستعين الطفل أحيانا بتوالف البيئة من مجسمات وأشكال غير قابلة للاستخدام مرة أخرى ويصنع منها مجسمات وأعمال فنية تستخدم للزينة أو كأعمال ذات المدى القريب كمقلمة من علب البلاستيك ويقوم بتزينها من القماش المستهلك وبعضاً من زينة أشيائه التي عف عليها الزمن وأصبحت من مخلفات البيئة.
وهذا ما يصقل مهاراته ويعلمه فن الابتكار وتطوير الذات، وكيفية صنع الأعمال بدقة ومهارة وهذا الأمر يمهد له الطريق في المستقبل لأن يكون شخصاً ناجحاً مبدعاً ومتقناً لعمله، فهو بالعمل الفني استطاع تجاوز كل العقبات وعزز كل المهارات ليكون إنسانا نافعا لبلده، لأنه تعلم وأدرك من خلال إتقان العمل اليدوي أن أي عمل يحظى به لابد له أن يكون فيه على قدر كاف من المهارة والتميز من أصغر مهنة إلى أكبر وأصعب مهنة فإما كلها أو أن أغلبها يحتاج إلى العمل باليدين، وهذه المهارة يتوجب أن تبدأ منذ الصغر، الشعور بالسعادة.
وعن شعور الأطفال أثناء ممارستهم العمل اليدوي، قالت خليل: إن معظم الأطفال يشعرون بسعادة غامرة وهم يصنعون أعمالهم اليدوية، لكن هذا الشعور يتضاعف عندما ينتهون من أعمالهم وينجزونها بالشكل الأمثل لأن ذلك يعزز فيهم الشعور بأنهم قادرون ومتمكنون، ويستطيعون أن يكونوا محط أنظار الجميع بأعمالهم الفنية، وهنا لابد من أن نلفت نظر الأهل إلى ضرورة أن يتركوا أطفالهم يفعلوا مايشاؤون عندما يحاولون قص الأقمشة أو الأوراق ومن ثم ربطها أو لزقها لإنجاز أي فكرة تخطرفي مخيلتهم.
فهذا العمل كما وذكرنا سابقاً يعزز المهارات ويقوي عضلات اليد ويطلق العنان للأفكار والمخيلات، التركيز والانتباه .
وعن فوائد وإيجابيات العمل اليدوي، أكدت أن لذلك نتائج وإيجابيات كثيرة لعل أهمها:
أولاً: تعلم التفاعل الاجتماعي لأن العمل اليدوي يكون ضمن مجموعات، وهو الأمر الذي يعزز الصحة النفسية خصوصاً لبعض الأطفال الذين يعانون من عدم وجود أخ ثان في العائلة فهذه المجموعات تعطي روح الألفة والمحبة بين بعضهم البعض.
ثانياً: الأعمال اليدوية تساعد الطفل على التركيز والدقة والانتباه والمتعة وإنجاز الهدف الذي يعزز التوازن النفسي للإنسان، كما أن ممارسة العمل اليدوي توفر للأطفال في المستقبل فرص عمل ممتازة وتتيح لهم تعلم تقنيات جديدة وتطور مهاراتهم الإبداعية والفنية في آن معاً، كذلك إيجاد مجتمع تشاركي حيث تتيح لهم الأعمال اليدوية الفرصة للقاء والتعارف والتواصل دوماً ممايعزز ثقافتهم الاجتماعية ويقويها.
إلى جانب تعزيز مشاعر السعادة والرضا عن الذات والنفس والثقة بها من خلال الأنشطة الإبداعية التي تلاقي تفاعلاً كبيراً من الناس، وتالياً تحفز إفراز الدوبامين وهو الناقل المرتبط بمشاعر السعادة.
ثالثاً: إعمال للعقل حيث ختمت الأستاذة خليل حديثها بالقول: إن العمل اليدوي بشتى صوره وأشكاله هو جسر من الفن يمتد بين عوالم الأفكار والمواد المستخدمة في إنجازها، وهو نافذة لإبصار النور لأطفالنا وإعمال للعقل والفكر والإبداع معاً فلولاه مانهضت صناعة ولاتجارة ولا أي حرفة ولاحتى تغنى القيمون على صناعة الروبوتات بإنجازاتها المتعددة.