الثورة _ رنا بدري سلوم:
هو جزء صغير من الكل، الجزء المستنير وسط وجع الفقر والحاجة والعوز، وإن اختلفت التسميات الإدارية لها، يبقى الهدف الإنساني فوق كل اعتبار وتبقى المساهمة في إطعام مسكين وإعانة محتاج وإغاثة الملهوف هي جوهر الأخلاق، فإن أفضل الصدقة إطعام الطعام، فبها تطهر النفس وتزكّى وتضاعف الحسنات، العم نايف مكاكي من الذين ساهموا في مد يد العون لمجتمعه، ليس وحده بل مع مجموعة من الأيادي البيضاء تسمى» لجنة وقف» ليجمعون من « لا تعلم شمالهم ما تنفق يمينهم».
دخلت بهدوء إلى مضافة صغيرة يجتمع بها أهل الخير في أشرفية صحنايا، وجدّت العم أبو صياح – نايف مكاكي، منهمكاً بالأوراق والكتابة، فالتقطت له صورة عفويّة دون أن يعلم، فهو لا يحب الظهور، جلّ همه أن يعطي كل ذي حق حقّه، وهو يحصي الأسماء والمبالغ الماليّة التي تبرع بها أهل الخير من ريف دمشق كافة، تعمل اللجنة على فتح صناديق التبرعات للمواطنين في هذه الأماكن، وترعى أسر الشهداء والمحتاجين والفقراء، ومساعدة المرضى وتقديم الدواء المجاني لهم، والمعونات اللازمة، وكان آخره تقديم المبالغ المالية في عيد الأضحى المبارك للأسر المحتاجة، فقد يبلغ عدد سكان أشرفية صحنايا نحو مليون نسمة ولابد من تكثيف الجهود لإعانة الأسر المهجرة التي لا تزال تنتظر العودة إلى بيوتها في أمن وسلام، ومن هنا كان لا بد أن ندعم أي عمل خيري في سبيل تحقيق التكافل الاجتماعي في ظل الأوضاع الاقتصاديّة الخانقة التي يعيشها المجتمع السوري اليوم بكل رحابة صدر يقتسمون الرغيف فيما بينهم وقطرة الماء وحبّة الدواء، لا كلمات تختصر المعاناة التي يعيشها الكثير في الأرياف الذين ضاقت بهم الأحوال كغيرهم من أبناء المجتمع، صور كثيرة تدفعنا للمبادرات الإنسانية التي تعرف قيمة الإنسان وتسعد بما يقدم لها من عفو الخاطر والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والمجتمعية تجاه الآخر، لطالما نعيش على أرض واحدة ونتنفس هواءها.