الثورة – رانيا حكمت صقر:
هي قصة شغف تتحدى الصعاب وتظهر مدى الإمكانيات التي يمكن للإرادة والطموح أن تحققها.. الفنان علي محمود، مثل الكثير من الأفراد الذين يتملكهم حب وعشق للفن بشكله الواسع، استطاع أن يتحول من مجرد معجب بالفن إلى خالق وصانع له، متخذًا من الخشب وسيلة ولوحة لتجسيد مواهبه.
ما يلفت الانتباه في رحلة الفنان محمود هو إصراره وتمسكه بشغفه رغم تأجيل تلك الأحلام لسنوات بسبب الظروف الحياتية، وهو ما يعطي درساً قيماً في أن الوقت لا يمكن أن يقف عقبة في طريق الأحلام.. الأدوات البسيطة والقدرات التي بدأ بها تشكل دليلاً على أن البدايات المتواضعة قد تؤدي إلى إنجازات كبيرة إذا ما أحسن الفرد استثمار موارده.
استخدام الإنترنت والسوشيال ميديا لعرض أعماله وتسويقها كان نقطة تحول مهمة في مسيرته، مما يبرز دور التكنولوجيا والمنصات الرقمية في خدمة الفنانين وإبراز أعمالهم، وكسر الحواجز التقليدية التي كانت تحد من قدرتهم على الوصول للجمهور الواسع.
طموحه في تطوير ورشته وإنتاج المزيد من الأعمال يصطدم بالتحديات المادية والاقتصادية، إلى جانب تلك التحديات المجتمعية المرتبطة بالقيمة المتدنية للفن في نظر بعض الجماهير والتفاهة السائدة التي وصفها.. تلك الصعوبات كفيلة بإثباط عزيمة الكثيرين، لكنها في الوقت نفسه تمثل محركاً لتأكيد الذات وترك بصمة خاصة.
ما يدفع الفنان محمود لاستمرار الإبداع هو رغبته العميقة في ترك إرث فني يترك أثراً إيجابياً، والأمل بتقديم محتوى هادف يعكس الجمال ويساهم في تثقيف الجمهور حول فنون الخشب وقيمتها، تلك الأمنيات لدى علي، مدعمة بتجربته التربوية كمدرس، تعطي بعداً آخر لرسالته الفنية، ممزوجة بروح التعليم والتوجيه.
في ختام الأمر، تتحول رحلة الفنان محمود في فن الخشبيات إلى رمز للمثابرة والشغف وقوة الإرادة، موضحة كيف يمكن للأحلام أن تنمو وتتجسد في الواقع رغم كل العراقيل، يظل الأمل حياً في أن تتبلور أحلامه أكثر فأكثر، وأن تلهم قصته الكثيرين من الفنانين والمبدعين.