تعد رواية “ملك الكرة” للأديب عزيز نيسين واحدة من أمتع وأشهر رواياته وأكثرها طرافة، وهي قادرة على إضحاكك منذ أول صفحة إلى آخرها.
ما يهمنا هنا هو أن نيسين ببراعته العجيبة يتحدث عن إحدى مشجعات نادي فنربخشة المنافس التقليدي لنادي منطقته “غلطة سراي” وكيف تريد أن تحول شاباً بديناً مترهل الجسم يرتدي نظارات ويوحي منظره بطالب رياضيات نهم على الطعام إلى نجم من نجوم الفريق، والمدهش أنه رغم كل السخرية التي يتعرض لها الشاب والوصف المضحك له في الملاعب إلا أن النهاية تكون صادمة ويتحول فعلاً إلى لاعب، لكن ليس لاعباً حقيقياً كانت لديه مهارات مدفونة واستخرجتها المشجعة التي راهنت عليه، وإنما لاعب من طراز غصب1، صار نجماً رغم أنوف الجميع وهو فعلياً لا يجيد اللعب!
لا نقول إن دورينا وأنديتنا من الممكن أن تمتلك هذا الطراز على الأقل في فرق الممتاز، لأن جمهورنا كله عبارة عن مدربين من مستوى يورغان كلوب ومحللين من مستوى غاري نيفيل، وبالتالي فإن أي لاعب من هذا الطراز لن يجد له مكاناً في الملعب ولو لدقيقة!
لكن في دورينا ما هو أفضل بكثير، وهو طراز غصب2، وهذا الطراز رأينا منه في كل فريق ما يبشر بأن لدينا الكثير من اللاعبين الخام الذين لو أتيح لهم التدريب المناسب فسنحصل على سرب من نجوم المستقبل، فقد شهدت أنديتنا دون ذكر أسماء لاعبين ظهر وكأنهم ميؤوس منهم، ولكن إصرارهم الهائل على التعلم والتدرب والمواكبة والتطور جعل منهم لاعبين (غصب) عن من قال إنهم من المستحيل أن يصبحوا كذلك.
الفارق بين الطرازين هائل، لكن ذلك ينبهنا إلى ضرورة وجود المدرب الخبير باستخراج الثروات الباطنية، وهذا النوع من المدربين لا بد أن يكون مارس كرة القدم وتلبسه شغفها وهو قادر على قراءة أي طموح مشروع، أما الطراز الذي نخاف منه وسخر منه نيسين بخباثة فنحن مطمئنون إلى أنه لن يجد طريقة إلى الدوري الممتاز وسط جمهور من الكلوبات والنيفيلات!
سومر الحنيش