الثورة- فؤاد مسعد :
الجمهور المُحب للتراث والأصالة على موعد مع أمسية موسيقية غنائية تُقام على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، بعنوان «ألحان من الشمال» إعداد وإشراف إدريس مراد، الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد، أما الموعد ففي السادس عشر من الشهر الحالي.
حول الأمسية تحدث المشرف والمعد «ادريس مراد» مشيراً إلى أنها الثالثة ضمن هذه السلسلة التي عادة ما تُقام في دار الأوبرا، يقول: «نعتمد فيها على أعمال موسيقية تنتمي لمنطقة الجزيرة السورية وحلب، وما نقدمه سيظهر لأول مرة بهذا الشكل على المسارح السورية»، موضحاً أن «الموسيقا الجزراوية» موسيقا خام وقاموا بتوزيعها للأوركسترا من أجل الأمسية، مع الحفاظ على اللحن الأساسي.
مؤكداً أن أغلبها موسيقا مُغناة، يقول: «صحيح أننا نقدم فيها نماذج قليلة من الغناء، ولكن أغلب هذه الألحان الغنائية تظهر بشكل آلية، وعلى سبيل المثال هناك أعمال للمؤلف الموسيقي محمد علي شاكر وجوان حاجو، ومن التراث السرياني والتراث الأرمني والتراث الآشوري، بالإضافة إلى رقصات كردية تنتمي لمنطقة الجزيرة، وهي موسيقا أكراد سورية حصراً».
وعن الآلات الموسيقية المشاركة، قال: قمنا بتجميع الفرقة لتتناسب مع الألحان، فلدينا آلات الكمان والفيولا إضافة للتشيللو والآلات الشرقية الأساسية كالقانون والعود والناي، كما نستخدم الآلات الشعبية التي تنتمي لهذه الثقافات، فمثلاً هناك عمل ملحمي ينتمي للتراث العفريني باسم «جبلي» سيكون «الطنبورة القديمة» هو الصولو فيه، ونقدم هذه الآلة مع الاوركسترا فقط في «ألحان الشمال» وسيكون العمل بمثابة كونشيرتو. وهناك آلتي «الدودوك» و»الدهول» وتستخدمان في الموسيقا الأرمنية، و»الدف» الذي يشبه الدف الإيراني، وآلة «الجنبش» التي نستخدمها لأول مرة في الأوركسترا، وتُستخدم في ثقافات المنطقة، وخاصة في الموسيقا السريانية والآشورية».
وفيما يتعلق ببرنامج الأمسية يشير إلى أن الموسيقا ستكون خليطاً بين الآلات الموسيقية «الشعبية» و»الأكاديمية»، وخليطاً من النماذج الغنائية، يقول: «معنا المغنية ميشيلا بهنان من القامشلي وستشدو من التراث السرياني والآشوري، والمغنية ماري هوسبيان ستغني نماذج من الغناء الأرمني، وسيقدم آلان مراد نماذج من الأغاني الكردية».
وختم حديثه بالتأكيد على أن الهدف من ذلك كله السعي للحفاظ على التراث الغنائي في المنطقة، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الثقافة السورية «خاصة الثقافات السورية القديمة»، ولإظهار هذه الآلات والحفاظ عليها وإبراز عازفيها.