مع بدء العد التنازلي الأخير لإجراء انتخابات مجلس الشعب، لابد من أن نتوجه إلى المواطن “الناخب” بهمسة محبة ورجاء وأمل، أن لايمنح صوته إلا لمن يجد فيه الكفاءة والقدرة على تمثيله تمثيلاً حقيقياً تحت قبة المجلس، وعدم الانجرار وراء شعارات بعض المرشحين التي تحمل في ظاهرها نكهة وطنية، وهي أبعد ماتكون عن الوطنية نهجاً وسلوكاً، خاصة حينما نجد أن بعض المرشحين لايجيد لغة المخاطبة مع المواطنين، فنجده يستخدم عبارة “انتخبوا” بأسلوب الأمر، والآخر يستخدم عبارة”مرشحكم ” وكأن الناخبين منحوه صوتهم ليكون مرشحاً عنهم، وهذا يستخدم عبارة “لأجلكم”، وكأنه يقول: أنا لم تكن لدي رغبة للترشح، ولكن ترشحت لأجلكم.
أمام هذه الشعارات والإغراءات التي يقدمها بعض المرشحين والجولات المكوكية التي يقومون بها إلى الأحياء الشعبية في حلب والمضافات التي تم افتتاحها لهذه الغاية بشكل مؤقت، بات المواطن “الناخب” في حيرة من أمره، من سأختار، وكيف سأختار، وماهي صفات المرشح الذي سيمثلني تحت قبة المجلس، وغيرها من الأسئلة التي تجول في ذهن المواطن؟.
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المواطن “الناخب” فعليه أن يختار من كان معه خلال السنوات الماضية، أن يختار المرشح المتواضع، المرشح الوطني الحقيقي، الذي لم ولن تغيره المناصب، ويبقى رقم هاتفه “الجوال” كما هو دون أي تغيير أو إغلاق، والأهم من هذا وذاك أن يبقى متواصلاً مع ناخبيه.
وفي المحصلة فإن صوت الناخب أمانة، فليدلي كل منا بصوته لمن يستحقه من المرشحين، وليعلم المرشح في حال فوزه أن صوت المواطن كان سبباً بفوزه، وصوته سيكون سبباً في حجب الثقة ورفع الحصانة عنه، والقادمات من الأيام ستبرهن على ذلك.