مرعبة هي النهايات ومقلقة معاً التي تلوح في أفق نتنياهو السياسي وتحبس أنفاسه هلعاً وخشية، فتهم الفساد بالمرصاد وتحميله تبعات ما أصاب الكيان من سهام إدانة الضمير الإنساني الدولي ونسف رواية”الحمل الوديع” المظلة التي يتلطى تحتها الذئب الإسرائيلي لاتقاء المساءلة الأممية ورشقات تجريمه من الوجدان العالمي، كل ذلك يضغط بعنف على عنقه.
فالعته التكتيكي والعمى الميداني والتعكز على التوحش للخروج من عنق زجاجة الهزيمة، هو ما يقود خطوات نتنياهو الموتورة في حقول أصحاب الأرض والحقوق ويدفعونه بعمى بصيرة لفتح بوابات هستيريا عدوانية لاستهداف محور مقاوم لا يعرف نتنياهو للحظة الراهنة كيف يتهجى حروف ابجدية ثباته ولا يجيد فك شيفرة منعته واستبساله النوعي بالذود عن الحق حتى إزهاق الباطل الإسرائيلي.
القفز فوق حفر النار التي بحاول توسيع دائرتها إقليمياً وإطالة أمد العدوان على غزة لتأجيل انتخابات الكيان حتى تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على المقاومة، وتخدير عائلات الأسرى بـ”بنج” التسويف، واللعب على حبال خطة بايدن حتى وصول ترامب لسدة الرئاسة الأميركية، هو ما يمارس طقوسه نتنياهو لإبعاد شبح تهلكته السياسية.
نعي أنه لا فرق بين الفيل والحمار الأميركيين بالدعم اللامحدود للعدو الإسرائيلي وندرك أن الطريق للبيت الأبيض ممهد بالولاء لـ”إسرائيل”، فإن فاز ترامب أو بايدن الأمر سيان طالما أن شرايين الانتخابات الأميركية تتدفق فيها دماء المال الصهيوني ولايمكن لجمهوري أو ديمقراطي شق ثوب طاعة الكيان، وإلا مامعنى أن يفرج بايدن في لحظة انتخابية حرجة عن شحنة قنابل تزن 500 رطل لمواصلة المذبحة في غزة ادعى سابقاً إيقافها لتهدىة غليان مرجل السخط العالمي إلا محاولة لاستدرار رضا اللوبي الصهيوني المهيمن.
لن يجمل نتنياهو وجه الهزيمة العسكرية والنفسية وفشله في إدارة المعارك، وإن أطال أمد العدوان، هذا ماأقر به إسحاق بريك أحد جنرالات العدو السابقين بقوله: رفض نتنياهو وقف إطلاق النار سيكون قنبلة ذرية أسقطت علينا وسنكون على شفا حرب إقليمية ، إذاً تعويل نتنياهو على ما ستفرزه صناديق الانتخابات الأميركية لن يغير المعادلة المفروضة بقوة في ساحات المواجهة فأوراق ربح محور المقاومة في صناديق الميدان.