صندوق الأمم المتحدة للسكان: البيانات السكانية تحدد احتياجات العالم بدقة وتمنح النساء الرعاية الإنجابية

الثورة – غصون سليمان:

ركزت فعالية اليوم العالمي للسكان التي أقامها صندوق الأمم المتحدة للسكان والتي تصادف في الحادي عشر من تموز كل عام، على أهمية جمع البيانات الشاملة، “إحصاء الجميع في كل مكان كما هم.”
حيث أكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم بهذه المناسبة، “أنه لا يتحقّق تقدّم الإنسانية إلا بشمول جميع البشر بتنوع هوياتهم في كل مكان بالعالم، وفي هذا الإطار، يجب أن يبذلَ العالمُ المزيد من الجهود الحثيثة من أجل ترسيخ الشمول بُغية القضاء على أوجه انعدام المساواة، وتحقيق سُبُل السلام وتعزيز الرخاء والازدهار، وفتح نوافذ الأمل.”
وتحقيقاً لهذه الغاية، وبينما نحتفل باليوم العالمي للسكان هذا العام، تسلط الأضواء على أهمية جمع البيانات الشاملة، إحصاء الجميع، في كل مكان، كما هم.
وبينت مديرة الصندوق كيف ساعدت البيانات الموثوقة، التي غالباً ما تكون البطل غير المعترف به، في دفع التقدم العالمي في حصول النساء على الرعاية الإنجابية، والحد من وفيات الأمهات، وتحسين المساواة بين الجنسين، ولكن ما زال هناك الكثير مما ينبغي فعله، لافتة أنه قبل ثلاثين عاماً، في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية التاريخي، دعا زعماء العالم إلى توفير بيانات موثوقة وملائمة ثقافياً وفي الوقت المناسب، وأن تكون مصنفة حسب الجنس والانتماء العرقي وعوامل أخرى. وفي حين تحسنت أدوات جمع البيانات وتحليلها بشكل كبير منذ ذلك الحين، فقد كشفت هذه التغييرات أيضًا عن فجوات كبيرة في المعلومات والمخاطر المحتملة، بما في ذلك تحريف البيانات أو إساءة استخدامها. ولذلك، فإننا لم نلب بعد تلك الدعوة إلى العمل بالقدر الكافي.
في عالم لا يمكن التنبؤ به بشكل متزايد، مع النمو السكاني السريع في بعض الأماكن، والشيخوخة السريعة في أماكن أخرى، وتغير المناخ والصراعات والأزمات في كل مكان أصبحت البيانات السكانية الموثوقة أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويجب استخدامها للوصول إلى احتياجات أولئك الذين تخلفوا عن الركب، والاستجابة لها.
*الأكثر تهميشاً
وقالت هناك عدد كبير جداً من الأشخاص والمجتمعات والاحتياجات لا يتم إحصاؤها أو حسابها. والواقع أن الأبحاث التي أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان في التقرير الرئيسي عن حالة سكان العالم تظهر أن المجتمعات الأكثر تهميشاً في العالم تم استبعادها إلى حد كبير من التقدم. لماذا؟ لأننا لا نعطي الأولوية للاستثمارات في أنظمة البيانات السكانية، أو نجعل جمع البيانات آمنًا لجميع الأشخاص، أو نعمل مع المجتمعات المهمشة لضمان تمثيلها.
إذ يمكن لأدوات البيانات الجديدة والمبتكرة تسليط الضوء على القضايا غير المرئية وتوضيح الصورة الكاملة لتجارب الناس. ولكن يجب إدارة هذه التطبيقات بعناية،
حيث لا تزال التحيزات والمخاطر على الخصوصية مخاوف لم يتم حلها بشأن التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي. ومع انتقال العالم إلى عصر جديد من جمع البيانات، يجب على المجتمعات أن تعمل على ضمان احترام عمليات جمع المعلومات لحقوق الناس وحماية معلوماتهم، مع جمع البيانات التي تلتقط تجارب متعددة الأوجه. أي يجب على البلدان والمجتمعات أن تناصر جمع البيانات التي تحصي الناس كما هم، بكل تعقيداتهم.
وأوضحت المديرة التنفيذية لصندوق السكان بالقول: من المؤكد أن البيانات وحدها لا يمكن أن تروي القصة كاملة. في كثير من الأحيان، تختزل البيانات الناس في إحصاءات بسيطة، ما يعزز الصور النمطية والتحيزات ووصمة العار. تتطلب مكافحة التحيز وعدم المساواة تحديث عمليات جمع البيانات لدينا لتكون شاملة ومنصفة وشفافة. الأفراد خبراء في تجاربهم الخاصة، إن تمكين الناس، وخاصة أولئك الذين تخلفوا عن الركب، من مشاركة قصصهم الكاملة وذواتهم في جمع البيانات هو المفتاح لمستقبل أكثر مرونة وإنصافاً للجميع.
وذكرت الدكتور كانيم: “أنه من أجل إعمال حقوق واختيارات المهمشين في مجتمعاتنا، يتعيّن علينا إحصاء عددهم لأنّ كل شخص يستحق أن يكون حاضراً ومشمولاً.. نتمتّع بنسيج بشري قوي، يستند في قوته في نسج الخيوط الأكثر ضعفاً ودمجها بعناية في هذا النسيج. بعبارة أخرى، عندما تكون البيانات وأنظمتنا الأخرى قادرة على خدمة المهمشين، فهذا يعني أنها تعمل لصالح الجميع، ما ينعكس على تسريع وتيرة التقدّم المحرَز لنا جميعاً.”
فهناك عدد كبير جداً من الأشخاص والمجتمعات والاحتياجات لا يتم إحصاؤها أو حسابها.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين