سأحدثك عن الرياح.. أريكا هيلتون

رشا سلوم

يعمل الشاعر والمترجم أسامة إسبر على رفد المشهد الشعري العربي بكل ما هو جديد في حركة الحداثة والإنتاج العالمي من خلال الترجمة المنتقاة بعناية ودقة.
في جعبته عن دار التكوين بدمشق مجموعة سأحدثك عن الرياح للشاعرة اريكا هيلتون
يقول أسامة اسبر عنها:
شعرٌ يُعيدُ ابتكارَ زمنَ حبّه مغنيّاً: أن تخلق هو أن تحبّ، وهو إذاً أن تجعلَ من الأبديّة لحظةً، ومن اللحظة هُياماً خلّاقاً.
من أين يجيءُ هذا الشعر، وكيف يبدو أنه غابة أشجارٍ حمراء زرقاء تتموّج في حقول الجسد، كما لو أنها نظام آخر لفلك الحبّ؟
السّديم، الصّبوات، الأحلام، الرغبات، التّباريح والمواجع كلّها موسيقا تحتضنها الكلمات وإيقاعاتها، الصّور وآفاقها.
هكذا أنّى وكيف دخل القارئ في عالمها، فإنه يرى ما لم يكن يتوقّع، ولابد من أن يتمتم بغبطةٍ: إنه شعرٌ انفجارٌ ضوئيٌّ في ظلمات الحياة، ويبدو كأنه لغةٌ في إماتة الموت.
– بطاقة:
وفي التعريف بالشاعرة كما تقول المواقع والمعطيات عنها فهي
(خاتون أريكا هيلتون شاعرة من أصول سورية ولبنانية، هاجرت عائلتها إلى تركيا وولدتْ في مرسين، ثم هاجرت مع أمها حين كانت في السادسة من عمرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقرت نهائياً… تعيش حالياً في شيكاغو حيث تدير صالة هيلتون/أزموس التي تعرض فنانين تشكيليين ومصورين فوتوغرافيين من كل أنحاء العالم، ويقومون بأعمالهم عن فكرة التغيير والتحول.
شعرها ينطلق من هذا المكون الذي تجتمع فيه ثقافات مختلفة، فإلى جانب تأثيرات الشعر الأمريكي ثمة أنفاس صوفية من محي الدين بن عربي، والرومي، وينعكس هذا التأثير في لوحاتها، فهي فنانة تشكيلية بارزة، وخاصة في معارضها التي تتجول في دول كثيرة وتحمل عنوان “أتدفق كالماء”.
شغلت مؤقتاً منصب رئيس مركز الشعر في شيكاغو، أما الآن ومن خلال غاليري هيلتون/أزموس، التي تديرها، فإنها تعرض فنانين عالميين يسعون إلى تغيير العالم إلى عالم أفضل.
شاركت في معارض فردية وجماعية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي جميع أنحاء العالم.
نشرت في كثير من المقابلات والصحف المرموقة مثل أوشن جيوغرافيك ماجازين، شيكاغو تربون، توركواز ماجازين، أوثوريتي ماجازين ومجلات أخرى، ويصدر لها ديوان خلال هذا العام باللغة الإنكليزية والعربية والتركية في وقت واحد بعنوان “لست بحاجة لفيزا كيف تدخل: قصة حب لله ولآخرين.
– مختارات:
دعني أُحدِّثك عن الرياح
دعني أحذرك من الرياح.
وبوسعها أن تذهب إلى أي مكان.
ليست هناك حاجة إلى تأشيرة لكي تتعلم كيفية
رسمها بقلم واضع خرائط.
وبوسعها أن تحمل الأشياء
أن تحمل حبيبات الرمال عبر
قرن، أو أن تحمل بتلات وردة متفتحة نحو
موتها.
بوسعها أن تفرش الأمواج في مد
على أرض المحيط
أو تنشر دفئك في همسات عبر روحي.
وبوسعها أن تتجدد
وأن تجعلها رقصة باليه
وأن تقود أغنياتك في أمم قلبي.
دعني أحدّثك عن الرياح
إنها تصفر تنتشر للأبدية
للزمن والرمال والسماء
وكما لا نهاية له.
وها هي قد حملتُك إليَّ
ومدّتني بنَفَسٍ
كي أواصل حياتي.
سمعتُ شجرة بلوط
حدث أن سمعتُ أصواتها في الحديقة
كان أنيناً عميقاً
كمثل لحنٍ موسيقي خائفٍ
يبحث عن جذرٍ.
سمعتُ اصطداماً،
كيدين تدفعان التراب جانباً
كي تخرجا عن طريق الضوء.
سمعتُ وتراً يردّ صدى الشائعات
عن غروب الشمس
يقبّل تيجان وأغصانها
وسلالات أمطارٍ
تتدفق حياتها في أعضائك.
سمعتُ عن معرفة تقول:
إننا ننتمي إلى جوهر نفسه
إلى التراب والشمس والنجوم،
العناصر التي تكونك وتكويني.
ولما كانت النافذة المفتوحة
(طريقتك المفضلة للنوم)
سمعتُ شجرة بلوط
تشكو في النسيم
“كنت هنا قبلك،
متأصلة مثلك،
مثلك أواصل نموي”.
أريد أن أمدد عقلي على سرير من الصمت
أريد أن أمدّد عقلي على سرير من الصمت
أن أستريح على مخدة ريش من العزلة
حيث لا صوت،
لا ضجيج يغزو أفكاري
حيث يرين هدوء كجدول متدفق
يبحر عميقاً إلى موانئ روحي.
أريد أن أروي ظمأي فقط
بملء كشتبانٍ من الصمت
وأتجرّع موسيقا شعاع بلا صوت
وأصوغ شعر أفكاري
في خربشات صامتة على أوراقي.
أريد أن أريح عيني على شاشة صمتٍ مخمليةٍ
وأترك ​​الأنهار تجري عبر جمّار ذهني،
متمنيةً في هدوء بركة ياقوتية
كمادات هادئة للضوء
متدفقة عبر لاند حلمي.
بعد قراءة نشيد دانتي الثالث والثلاثين
لقد رأيت الأودية الأعمق للنسور
قُيدت إلى ظلمة القدر التي تقطع خيط
الحياة وتشير إلى أن ”الوقت قد حان لإحضار الفاكهة
إلى برج الجوع الخائن ذاك“.
كما يأخذ شكل آسره
تذوقتْ عيناي طعم الحزن العميق
لم يكن هناك مجار للدموع… أو المخاوف
رأى الذين سافروا عابرين للتوبة يتأرجحون
على جرْفٍ من الندم أو الإلهام. أيهما؟ أودّ أن أسألكم؟
خطوة الى الأعلى؟
أم إلى الخلف إلى أنانية الهيمنة المموهة بالرفض؟
عد
عد إلى النهر ثانية
طوال الطريق إلى الخلف
لكي تصل
إلى أن تبلغ
رحم الماء المعالج
ثم نم وواصل النوم لكي يعود النبضُ
وتعلنُ صرخة الحياة.
وقت الشفاء

حان الوقت، يا أصدقائي،
حان الوقت.
ذلك البعد السحري للزمن
حيث لا نستطيع إيقاف القمر عن الانطفاء
أو أن نسجن شعاع الشمس عند المولد.
اختر ملابساً جديدة.
واقفين باتزان، مستعدين للفعل،
ليوم جديد،
يوم جديد.
يستسلم البعض لرياح التغيير.
ويفوز البعض كي يقوموا بالتغيير.
لكنّ السعيد والمكتئب
يعيش في المنزل نفسه.
تسألون: كيف يمكن أن نعيش معاً؟
كيف نتحرّر من مخاوفنا،
أنانا،
حزننا،
استيائنا،
وغضبنا؟
انا هنا…كي أخبركم.
أنت، يا من تُشهر مسدّساً في يدك
عانقْ جارك
الذي يخاف منك.
أنت، بسلاحك العقلي
عانق جارك
الذي يخشى كلماتك.
أنت تأخذ بيدي،
أو من ترعبه فكرة مختلفة عن فكرته.
تحسّس نبضَ تلك التي تشعر
أنها ليست صحيحة مثلك.
أنت، يا من أشعر بأنك خاين
أصغِ إلى قلبِ الذي خانك،
والذي يظن أنك خنته.
لأنه، في النهاية.
كلنا سواء.
حان الوقت يا أصدقائي
حان الوقت.
هذا وقت العلاج،
للحصاد
للتغيير.
وليبدأ
في قلوبكم
في عقولكم
في أذهانكم
في أعينكم
في شفاهكم
في أيديكم…
خذوا طعاماً رثاً.
خذوا بيدوا واتبعوني.
دعونا نعانق بعضنا بعضاً باحترام
وبحبٍّ
في الضوء
ونحمي بعضنا بعضاً
ونحمي بيتنا، أرضنا، سماءنا.
تتساءلون:
من أنا كي أطلب منكم هذا؟
أنا ابنةُ الحالمين
رواد الإيمان
العمل الدؤوب
الإلهام
الخيال
الشجاعة
المرونة.
أنا أم وابنة وأخت
عاشقة وشريكة صديقة،
أنا حمراء وسوداء وقرمزية وبيضاء وبنية وصفراء،
أنا أب وابن وأخ،
وعاشق وشريك صديقة.
أعيش في عالم واسع،
في قمة التألق والاحتمال.
جاهد أسلافي كي يوحدوا
شمالي وجنوبي وشرقي وغربي
لي ولكم ولنا.
لنقم بالخطوة معاً.
لننهِ مخاوفنا.
لن تقفز
في شروق جديد!
لدي جناح واحد،
وآخر
معاً، نستطيع أن نطير.
أيها الحب الهارب، أتوق إلى إيقاظ الأبدية
أتوق إلى إيقاظ الأبدية
لجعل النجوم تطارد بعضها بعضاً
حول الكواكب كالقبرا.

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل