الثورة – أسماء الفريح:
أعربت الصين عن استعدادها للتعاون مع هنغاريا لدفع جهود تسوية الأزمة الأوكرانية فيما أكدت بودابست أن التهديدات الأوروبية لن تثنيها عن مواصلة مهمتها لإحلال السلام.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو إن المسألة الأكثر إلحاحاً والهدف الأكثر واقعية حالياً بشأن الأزمة الأوكرانية يتمثلان في تهدئة التوتر في أقرب وقت ممكن.
وأضاف وانغ يي وفق ما ذكرت شينخوا أنه يتعين على جميع الأطراف التوصل إلى توافق في أقرب وقت ممكن بشأن مبادئ عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم تأجيج الوضع من قبل أي طرف لهدف تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام.
وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع هنغاريا لجمع المزيد من القوى الداعمة للسلام، وجعل الأصوات أكثر عقلانية، ودفع الوضع نحو تسوية سياسية.
وتابع أن هنغاريا قامت بدور بناء في التوسط من أجل السلام مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان زار الصين مؤخراً وأجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصالات استراتيجية معه بشأن القضايا المهمة المتعلقة بالسلام.
ووفق الوكالة فإن سيارتو أطلع وانغ يي على وجهات نظره بشأن الوضع الحالي، وخاصة أزمة أوكرانيا وكذلك جهود بودابست الأخيرة ذات الصلة، قائلاً: إن الصين قوة مهمة تدعم تعزيز السلام.
كما أعلن استعداد بلاده للعمل مع الصين لمنع تصعيد الصراع وتهيئة الظروف لتسوية سياسية.
بدوره, قال سيارتو في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”: “لقد ظهر جميع السياسيين المؤيدين للحرب في أوروبا فور بدء مهمة السلام هذه.. وقد هددونا بالمقاطعة، وعدم التفاوض معنا لكن كما تعلمون، فإن هذه الأنواع من الهجمات لا تثبط عزيمتنا”.
وأضاف أن إدارة رئيس الوزراء الهنغاري “معتادة على مثل هذا النوع من الهجمات”، قائلاً: “نحن حكومة لا تمثل التيار الرئيسي، ونحن نخضع لعقوبات مالية من الاتحاد الأوروبي.. لذلك، لا أرى كيف يمكنهم تهديدنا أكثر من الآن”.
وكان سيارتو أكد في تصريحات صحفية أمس أن “موقف هنغاريا من الصراع في أوكرانيا بسيط وواضح، حيث تنشد بودابست التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن”.
وفي ذات السياق، ذكرت وسائل إعلام أن أوربان بعث برسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، دعاه فيها إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع روسيا وبدء مفاوضات مع الصين بشأن عقد مؤتمر.
كما أعلن المستشار السياسي لرئيس الوزراء الهنغاري، في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الأخير طرح على قادة الاتحاد الأوروبي خطة لحل الصراع في أوكرانيا، بناءً على تقييم واقعي للوضع وأهداف ومواعيد نهائية واقعية.
هذا ولم يستبعد مصدر في الاتحاد الأوروبي أن يبدأ أوربان مناقشة خطته للسلام حول الأزمة الأوكرانية خلال القمة الأوروبية المقرر عقدها في بريطانيا اليوم وغدا.
كما أشار المصدر إلى أن أوربان قد يقدم مقترحات علنية لمناقشة مبادرات أخرى إلى جانب ما يسمى “خطة زيلينسكي للسلام”.
يشار إلى أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ذكر خلال إحاطة إعلامية في وقت سابق، أن الكرملين على علم بالمواقف العامة لرئيس الوزراء الهنغاري تجاه التسوية الأوكرانية، لكنه لا يعرف المحتوى الملموس لرسالته إلى قادة الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى أوربان خلال زيارة الأخير لموسكو في الخامس من تموز, ووصف رئيس الوزراء الهنغاري زيارته بأنها المرحلة التالية من مهمة السلام التي بدأت بزيارة كييف في الثاني من الشهر الجاري.