الثورة _ خلود حكمت شحادة:
محبطون ويائسون رغم شغفهم بالحياة وحبهم لذواتهم، إلا أنهم لا يعرفون كيف يتغيرون والسبب عدم معرفتهم لذواتهم، وهي الخطوة الأهم التي يبدأ فيها التفكير بنقاط القوة والضعف، حيث تساعد المعرفة الذاتية على فهم النفس بشكل أفضل، ومعرفة المهارات والقدرات والإمكانيات لدى الفرد.
سؤال: هل أنا حقاً بحاجة إلى تنمية شخصيتي وتطويرها بالشكل الذي يجعلني راضياً عن نفسي؟
كلنا يعلم أن التعليم لا يتوقف عند مغادرة المدرسة أو الجامعة، بل هو عملية مستمرة تأخذ أشكالاً وأنماطاً متنوعة بتنوع اهتمامات الشخص وتطلعاته في الحياة بناء على إمكانياته ومهاراته ونقاط القوة لديه.
في المدرسة تعلمنا الحساب والتاريخ واللغات والعلوم ولم نتعلم طرق الاستفادة من كل هذا حين نتخرج ولم نتعلم مهارات إدارة الذات وتنظيم الوقت بل تركنا كل هذا للظروف، إذاً من أين نبدأ في عملية التنمية الشخصية!؟
أجابتنا عن هذا التساؤل مدربة الموارد البشرية سارة الحافظ، موضحة أن المكون الرئيسي لتنمية الشخصية هو تطوير المهارات والبحث المستمر عن الطرق الفعالة لتطويرها وتعزيزها، فمن خلال تحسين المهارات ستصبح أكثر قدرة وكفاءة وثقة بالنفس إضافة لذلك يجب التركيز على تطوير الفعاليات الشخصية من خلال تفعيل المهارات كإدارة الوقت، وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
وأضافت: إنه على الفرد أن يتذكر دائماً عبارة (كن نفسك) والمقصود بذلك التركيز على نفسك وما تريد في مجتمع يتوقع منك أن تتوافق معه وتلائمه، وربما يكون من الصعب في بعض الأحيان أن نكون أنفسنا، ولكن من الأفضل تجنب الامتثال لمعايير الآخرين وتوقعاتهم ومثلهم العليا لأنهم ربما ليسوا واقعيين، ويبحثون دائماً عن أشباههم ممن لا يعرفون عن أنفسهم إلا ما يخبرهم عنه الآخرون.
لذلك فالنصيحة تذكر أن تكون أفضل نسخة لنفسك، وليس نسخة لشخص آخر، وذلك عن طريق الارتقاء بالتفكير السليم الذي يميز الشخص عن غيره، وهو ضرورة من ضرورات ارتقاء الفرد وتطوره يحتاج إلى التدريب وبه يستطيع المرء تجاوز مشكلاته وتحسين أوضاعه وتحديد مستقبله من خلال تحديد الأهداف حسب الأولويات والاهتمامات بما تسمح به الإمكانيات الشخصية والقدرات والمهارات، وهذا دليل لتطوير الذات وتنمية الشخصية.
وبينت أن كل هذا يحتاج إلى إدارة الوقت وهو مورد خاص لا يمكن تخزينه أو حفظه لاستخدامه لاحقاً، كل شخص لديه نفس الوقت كل يوم ولكن هناك من ينظمه ويستثمره، فيحقق الكثير من الإنجازات، وهناك من يجهل كيف يدير وقته بسبب تشتت تركيزه وعدم التنظيم بالشكل الصحيح.
وأشارت الحافظ إلى أن عملية التنمية الشخصية جزء لا يتجزأ من البنية الإنسانية بما تملكه من الإمكانات والقدرات التي تحفز الإنسان على تعزيز دوره ومكانته ومع كل تقدم تصبح الحاجة ملحة لتطوير الذات وتنمية الشخصية بما يتماشى مع متطلبات التقدم المتسارع، لذلك يجب علينا أن نخرج من عقدة انتظار الفرص إلى صناعتها لأن فرص الحياة كثيرة وتزداد كلما اجتهدنا، فالحاضر هو السبيل للخروج من عقدة انتظار الفرص إلى صناعتها وهو الأثمن، فلا يقلقنا مستقبل ولا يحزننا ماض، وهذا من أسهل طرق النجاح.