“غلوبال تايمز”: إثارة واشنطن للصين في الحملات الانتخابية الأمريكية افتراء

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في الآونة الأخيرة، كان هناك تقدم كبير في استعادة الاتصال والحوار بين الصين والولايات المتحدة، وكذلك في إدارة مخاطر الصراع بين البلدين.
ومع ذلك، فإننا نأسف أيضاً لرؤية زيادة الأصوات التي تدعو إلى موقف متشدد تجاه الصين داخل الولايات المتحدة. حيث يتنافس كلا الحزبين في الولايات المتحدة على التلاعب بقضية الصين، وأصبحت ما يسمى “خطط السياسة” لاحتواء الصين التي طرحها كل حزب أكثر عبثية.
وعلى الرغم من أن بعض هذه “الخطط” غير قابلة للتنفيذ ولن تصبح حقيقة، فإن الضرر الذي يلحق بالعلاقات الثنائية خطير وحقيقي.
ومع ذلك، في الوقت نفسه، هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول الصين في المجتمع الأمريكي، كما يجب أن يكون لدى الصين والولايات المتحدة فهم صحيح لبعضهما البعض.
إن إثارة قضية الصين لأغراض انتخابية هو تجاهل واختطاف للمصالح المشتركة الضخمة بين الصين والولايات المتحدة. وبالنسبة للمرشحين الرئاسيين الأميركيين، فإن هذا يتراكم عجزاً في تطوير العلاقات مع الصين للحكومة الأميركية المقبلة. وهذا النهج يقوض بشكل خطير أجواء التعاون الثنائي، كما أنه لا يفضي إلى السلام والاستقرار العالميين.
لن تسعى الصين أبداً إلى الهيمنة، وليس لديها أي نية لتغيير أميركا، ولا تهتم بالتدخل في الانتخابات الأميركية، كما أنها تعارض إثارة الولايات المتحدة للصين باستمرار في المناقشات.
إن خلق جو من “إثارة الخوف” تجاه الصين في الولايات المتحدة لن يساعد في حل مشاكل الأخيرة، بل سيجعل الأمور أسوأ.
لقد اعتبر المرشحون الرئاسيون الأميركيون رفع أو الوعد برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية “قشة منقذة للحياة” لكسب الناخبين، مع انخراط كلا الحزبين في “حرب مزايدة” حول قضية الرسوم الجمركية على الصين. إن ربط إنقاذ التصنيع الأميركي بالصين هو تضليل خطير للشعب الأميركي.
على سبيل المثال، يرجع الافتقار إلى القدرة التنافسية في صناعة التصنيع في أميركا إلى عوامل مثل العمالة، وتكاليف الأراضي، والتحديثات التكنولوجية. والاعتماد فقط على رفع التعريفات الجمركية لن يعزز القدرة التنافسية وكفاءة صناعة التصنيع، بل سيؤدي فقط إلى تحمل الشركات والمستهلكين الأميركيين عبء تكاليف التعريفات الجمركية، مما يزيد من تعطيل التشغيل الطبيعي لسلاسل الإنتاج والتوريد الدولية.
في الواقع، إن الإجماع السائد حالياً بين الساسة الأميركيين من كلا الحزبين يتلخص في إلقاء اللوم في مختلف المشاكل الداخلية على العولمة الاقتصادية وما يسمى “المنافسة غير العادلة” من جانب الصين، بهدف تحويل الانتباه ومحاولة “علاج الأمراض الداخلية بوسائل خارجية”.
ولا شك أن استهداف الصين، وإقامة الحواجز التجارية، وحتى تنظيم عرض “المواجهة الشاملة” معها لإعادة إشعال “الروح الأميركية” لا يمكن أن يكون إلا خداعاً للذات.
فقد كتب جوزيف ني، عالم السياسة الأميركي الشهير، مقالاً هذا العام يناقش على وجه التحديد “الشعور بالانحدار” بين الأميركيين، مذكراً بأن القلق بشأن الانحدار يؤدي إلى سياسات حمائية تسبب ضرراً كبيراً.
كما دعا مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي الولايات المتحدة إلى تهدئة نفسها قليلاً بشأن سياستها تجاه الصين.
والواقع أن الصين كانت دائماً ملتزمة بتوسيع الجوانب الإيجابية للعلاقات الصينية الأميركية التي تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما. ولكن للأسف الشديد، تعرضت النوايا الحسنة للصين وجهودها للتشويه والتخفيف عمداً من قِبَل بعض المسؤولين في الولايات المتحدة، حيث اعتبر البعض القيود التي تفرضها الصين “تنازلات” ووصفوا التدابير المضادة التي تتخذها الصين بأنها “تهديدات”.
ومن منطلق شعورها بالمسؤولية كدولة كبرى، تسعى الصين جاهدة إلى توفير فرص التعاون المربح للجانبين بين البلدين قدر الإمكان.
ولكن هذه الجهود لا تتعرض للتقييد والرفض فحسب، بل وتواجه أيضاً الافتراءات الخبيثة وحتى القمع.
ومؤخراً، ذكر الخبير الاقتصادي الأميركي ستيفن روتش أنه لم ير في حياته خصماً تعرض للتشهير إلى هذا الحد مثلما تفعل الولايات المتحدة الآن مع الصين.
يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى فهماً صحيحاً للصين، وأن تلتزم بالتزاماتها تجاهها، ويتعين على الطرفين في الولايات المتحدة أن يغيرا ممارسات استخدام الصين ككبش فداء للقضايا الداخلية.
وبعد كل شيء، فإن الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين هو السبيل الصحيح الوحيد للتوافق بين الصين والولايات المتحدة.

المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى