الثورة – رفاه الدروبي:
أدار الإعلامي محمد خالد الخضر ندوةً عنوانها: “النقد والنقد الإعلامي” شارك فيها غدير إسماعيل، وتفيد أبو خير في ثقافي أبي رمانة.
– النقد عملية ممنهجة..
استهل غدير إسماعيل حديثه بتعريف النقد بأنَّه عملية ممنهجة أو غير ممنهجة تتناول النص الأدبي أو القطعة الأدبية من أجل الوصول إلى بنيتها العميقة لخلق جماليات لم تكن لولا النقد، مستشهداً بعبارة أرسطو “أن نقول شيئاً ما من شيء ما، يكون هناك شيء آخر”، فالنقد يعني الكشف عن الغيب المتخفي داخل النص، أو تأويله لما يريد الكاتب قوله، وتتبّع سريع للحيثيات النقدية، لافتاً إلى ثلاثة أنواع للنقد الانطباعي، والانطباعي المنهجي، وفوق المنهجي، مبيِّناً أنَّ النقد الانطباعي الأكثر شيوعاً، وبابه مشرع لكلّ من أراد الدخول فيه، وله أسس تعطي رؤيتك حوله، وأهمّها ما يوجد لديك من أحكام مسبقة حول النص لأنَّنا لا نقول شيئاً مستجداً، وإنَّما نستند إلى أحكام بقدر ما تكون الأحكام المسبقه ثابتة وغنية، تكون الرسالة أكثر إثراء للنص بالنسبة للمتلقي.
الباحث إسماعيل انتقل للحديث عن النقد المنهجي، ورأى بأنَّ البحث النقدي نوع من الردّة إليه باعتبار أنَّ المنهج الوسيلة الضابطة للحقيقة، ومأخوذ من سحر العلم فرضته وقائع العلوم الطبيعية في القرن التاسع عشر مع ظهور الثورة الصناعية، ومفرزاتها التكنولوجية الحديثة إذ اعتمد على المنهج التجريبي، وكان الفيصل في تحديد الحقيقة من الخطأ أو الوهم، وتوزعت المناهج النقدية على المناهج السياقية، موضِْحاً معناها بأنَّها تتحدث عن سياق النص بمعنى سيرة وحياة المؤلف، والببلوغرافيا والظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والعوامل النفسية المؤثرة في كتابة النص، وتطوَّر الأمر إلى مناهج نصية على يد الباحثين الروس، واهتمّوا بالنص كبنية أي نقلوه من خلال بنيته الداخلية بغض النظر عن بنيته الخارجية، وإنَّ مفردات النص، وتراكيبه ستؤدي إلى علاقات نصية بغض النظر عن تأثيراتها الخارجية لكن المدرسة الألمانية استندت إلى تلقي النص، ولم يعد التعامل معه كموضوع، وإنَّما كذات حوار مع الذات، وليس موضوعاً متغيراً كذات ثانية فأصبحت وسيلة النقد البحث عن معنى المعنى.
– النقد الإعلامي..
بدوره الإعلامي تفيد أبو خير تناول حديثه عن النقد الإعلامي بشكل عام بأنَّه يعتبر صيغة ظهرت في فترة قريبة، وحالياً هناك دراسات حوله كونه عبارة عن تراكم خبرة، وتميز مزايا الشيء المنتقد إن كان نصاً، أو وسائل إعلام، أو مركب فيزيائي، ويتماشى مع الاختصاص والإعلام مكوّناً من كاميرا وصورة مسلطة على الحدث سواء كان تاريخياً فيزيائياً أم فلسفياً ويقدِّم الخبر والصورة ويتماشى مع النقد ومع الاختصاص، منوِّهاً إلى أنَّ الناقد الإعلامي يكون كالمحقق يسلط الضوء على الحدث، ويعمد إلى إجراء دراسة شاملة بشرية، ومحتوى وشكل المحتوى والبرامج. والنقد عملية موجودة وله مستويات، لكن لابدَّ للناقد الإعلامي أن يكون متخصصاً وموسوعياً في الحدث والنص ومحتوياته، ويمارسه الإعلامي بعد أن تنتهي مهمة الأديب، ويكون متلصلصاً يأتي بشكل خفي ويصطاد، ويُفنِّد ويقصّ ما يريده ويضع في النص بشكل متكامل ومتوائم مع الصورة ليكتشف ما يتناسب مع الحدث ويجري عملية النقد للأمور والمسائل، ويقدِّمها بشكل بعيد عن الاختصاص لكن بشكل موازن له لافتاً إلى أنَّ أكبر البحوث العلمية العالمية قدّمت بشكل إعلامي نظرية النسبية لألبرت أنشتاين وكانت عبارة عن مقالة نشرت في الصحيفة عام 1905 الإعلام راقب الحدث وتناوله بطريقته ولابدَّ أن يكون حاضراً بالموضوع والوسيلة الأصلية للعالم كي يقدِّم نفسه من خلاله.