الثورة – ديب علي حسن:
ثمة قول عربي قديم نردده دائماً( زامر الحي لا يطرب). والغريب قريب وغير ذلك من الأقوال التي تدل على عدم الاكتراث بمن هم بيننا.. مع أنهم على شأن عال..
السوريون منذ فجر التاريخ كانوا وسيبقون صناع التاريخ والعمل والقدرة على الإنتاج أينما كانوا وحلوا.
لم يتغير الأمر أبداً فمازال السوري يبدع ويعطي ويقدم.. هل نذكر بالكثير من المفكرين السوريين الذين كانوا كالشهب في الاقطار العربية
ساطع الحصري وغيره..
ربما يسأل أحد ما عن مناسبة هذا الحديث..؟
بكل صراحة ما جرى منذ أسبوع أو أكثر من استضافة جهة لمفكر عربي لديه كما تقول هذه الجهة رؤية بحثية مهمة في موضوع تاريخي إشكالي.
نقد سرديات التوراة.
البحث مهم جداً وضروري والمفكر قدم وجهة نظر جديدة كما يقول ويقدم في كتبه.
ولكن الحقيقة أن باحثاً سورياً سبقه إلى ذلك بعقود من الزمن.. إنه أحمد يوسف داوود الذي أعاد قراءة الكثير من التاريخ برؤية نقدية لاقت صدى واحدثت نقاشاً مهماً.
نظرية الضيف العربي الذي تكفلت الجهة المستضيفة بكل تكاليف سفره وإقامته وهي ليست قليلة.
هذه النظرية قدمها كما أسلفنا أحمد يوسف داوود.. واللافت في الأمر أن مؤسساتنا الأكاديمية تذهب بعيداً في استضافة كتَّاب وباحثين من خارج سورية، وتنسى وتتناسى السوريين الذين لديهم الكثير.
نتوق لأن نقرأ أن جامعاتنا عقدت مؤتمرات فكرية وبحثية عمادها المفكرون السوريون.
وما ينسحب على الجامعات ينسحب على المؤسسات الأخرى.
لدينا طاقات مهمة يجب أن يجري العمل دائماً على أن تكون حاضرة وليس محاصرة.
زامر الحي حان له أن يكون على رأس القائمة بين أهله.. أم ستبقى مقولة ( لا كرامة لنبي بين قومه ) هي الصحيحة؟..