الثورة _ همسة زغيب:
حرفة الرسم العجمي أو الدهان الدمشقي، حرفة فنية يدوية من أقدم المهن التراثية في دمشق، تمتاز بدقتها، وقد زُيّنت بها المنازل وقاعات الاستقبال والقصور بتصاميم هندسية متميزة، توارثتها الأجيال الدمشقية أباً عن جد.
هذا ما أكده الفنان التشكيلي عبد الرحيم عبّارة الذي قال: «فن العجمي أحد الفنون القديمة والخالدة ومن أهم مقومات الفنون في تراثنا، يجذب انتباه الناس من خلال تنوع الألوان والزخارف والنقوش النافرة للأغصان والأزاهير والعروق النباتية والأشكال الهندسية والأقواس من خلال الاعتناء بها من قبل الحرفي، فيحلّق بخياله إلى القاعات الشرقية ويرى مناظراً جمالية من الزخارف بأشكال هندسية منتظمة ومتداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض مع الخطوط العربية بمختلف أنواعها وأشكالها»، ويشير إلى أن الزخارف هنا بأشكالها الثلاثة تنفّذ من قبل الحرفي بشكل متقن على أي نوع من أنواع الخشب «الجوز، السنديان، الزان».
وهناك الخيط العجمي وهو زخرفة هندسية مع ألوان الأكرليك التي يستخدمها عادة الرسام في تنفيذ لوحاته الفنية التشكيلية، لتزيّن الأسقف والجدران والأبواب والنوافذ وحتى اللوحات الصغيرة التي تزين الصالونات، وتم تطويره بألوان متناغمة تنسجم مع المحيط حيث يتم الرسم أولاً ومن ثم التلوين، و تقسم الألوان لنوعين حارة وباردة، وتكون الكتابة بالخط العربي بمختلف أنواعه فتنتج لوحة بإيقاع متناغم.
وأوضح أن ما يميز فن العجمي الألوان النافرة التي تمنح كل لوحة هوية خاصة بها في مختلف مراحل صناعة القطعة، بدءاً من تصميم الخشب والتأسيس والمعجنة حتى تصبح اللوحة جاهزة لاستقبال المادة النافرة بواسطة ريشة وألوان خاصة بفن العجمي.