بمهرجان صاخب للنفاق في واشنطن وبهمروجة سخيفة، بدأ نتنياهو -القادم على جناحي الارتباك هرباً من توالي الصفعات السياسية والميدانية على وجه إفلاسه- بهلوانيته الاستعراضية بحثاً عن طوق نجاة ينتشله، ويبعد عن مخيلته كوابيس الإقصاء المذل خارج حلبة التناحر على حكم كيان مأزوم، فقد ضاقت أنفاسه بهواء غزة الثقيل، ولفحته نيران المقاومة اللاهبة على اتساع رقعة محورها حتى بات لايدري سبيلاً للخلاص عله بتصفيق حار من كونغرس يمتهن محاباة القتلة، ويشد على أيدي تقطر دماء إنسانية، أم لعله بطوق نجاة تنفث فيه أميركا هواءها المسموم فيطفو مجدداً على سطح مشهد انتصار على طفولة غزاوية أطفأ نور الحياة في أحداقها، ففي واشنطن عاصمة الإرهاب ثمة فرصة للاستعراض الهزلي وأخرى لتسول المساعدات العسكرية ومساحة لالتقاط الأنفاس بعيداً عن رمال العجز التي يغوص فيها جنود إرهابه في غزة.
لا نستغرب عروض نتنياهو الهزلية على مسرح الكونغرس ولا مخارز أشهرها بكل فجور على خشبة الادعاء الباطل لفقء عيون الحقيقة بعد أن أدمي جسد الحقائق، وتشظت أشلاؤها بفعل قنابل أميركا الذكية التي تعرف كيف تغتال الحقوق وتنتصر للباطل الصهيوني، أجل لم تنتظر من حمالة الحطب الأميركية سوى الظهور عارية من ورقة سلام ادعت مراراً أنها راعيته وحاميته عالمياً، فبلاد العم سام لن تقتلع مسمار إرهابها من جدار المنطقة، ولن تطفئ ناراً للإرهاب، ولن تغلق بوابات شرور تتسلل من خلالها لتمارس طقوس عربدتها ولصوصيتها وحتى لو أرادت المراوغة بتهدئات ملغومة فإن ديناميت تفخيخها في جيب اللوبي الصهيوني. بعيداً عن مهزلة ما جرى في الكونغرس من خطب كثير من أعضائه وتمنع البعض الآخر للود الصهيوني، وانبطاح مخز أمام مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية وتلاحقه أقفاص التجريم، ورغم أن حفلة التصفيق الصاخب كانت للتشويش على أصوات الاحتجاجات خارج قاعة عرض فيلم “نتنياهو الذئب الجريح” الذي أوجعته مقاومة الضحايا فإن الإخراج المسرحي رديء ونشاز جوقة الكونغرس، وهي تصفق للأفعوان كي يخرج من مزمار غزة، وينفث سمومه بالمنطقة بات مدعاة للسخرية والاشمئزاز.
معزوفة الميدان أشد وقعاً وأكثر إطراباً للشرفاء على امتداد خريطة مؤازرة الحقوق المشروعة ونصرة الإنسانية المكلومة حتى لو عزف نتنياهو أكاذيبه على أوتار مقطوعة وطبلت وزمرت له امبراطورية الدم.
السابق
التالي